الاثنين، 15 ديسمبر 2014

خطاطون خالدون في ذاكرة المدينة ( الحلقة السادسة ) الخطاط الفنان...مروان الحربي...و الرحلة مع الحرف العربي المهندس عبدالرزاق الحمداني

اجازة الخطاط مروان الحربي من استاذه الشيخ علي الراوي

الخطاط الفنان مروان خضر الحربي





خطاطون خالدون في ذاكرة المدينه ( الحلقه الخامسة ) 
الخطـــــاط زكريا عبدالقــــــــادر احمد الطــــــــائي الموصـــــلي ( وقد قدمنا له في الصفحات السابقه )


خطاطون خالدون في ذاكرة المدينة ( الحلقة السادسة )
الخطاط الفنان...مروان الحربي...و الرحلة مع الحرف العربي
                                                                                       المهندس عبدالرزاق الحمداني
الخطاط والفنان الموهوب مروان خضر الياس الحربي (من بني حرب) من مواليد الموصل ،محلة عبدو خوب 17 /1/ 1954دخل مدرسة أبي تمام الابتدائية وأنهى دراسته فيها سنة( 1966 ) م, ومتوسطه الحرية(1970) م ثم الاعداديه المركزية وانتقل منها إلى الأماني المسائية،بعدها دخل دورة مساعدي المختبر التابعة لمجلس الخدمه العامة حينها , ليمنح شهادة الدبلوم وليتعين بعدها في ( قسم الكيمياء/ كليه العلوم/جامعه الموصل/ أيار سنه 1974) م , وليستمر في عمله هذا لغاية شهر كانون الثاني(1991) م وهو تأريخ إحالته على التقاعد بناء على طلبه (بعد إكماله الخدمه التقاعدية المطلوبة والبالغة (15)سنه.
يقول في حديثه عن مشواره الفني  تأثرت بالكراسة المنهجية للمدارس الابتدائية للأستاذ الخطاط هاشم البغدادي (رحمه الله ) وكان ذلك في الصف الثالث الابتدائي العام (1963)م وكان يشجعني حينها الأستاذ إدريس صالح قدوري معاون مدير المدرسة وكان يأتيني باللوحات الخطية من جرائد ومجلات مختلفة ويشجعني على ممارسه الخط العربي, بعدها تعرفت على الأستاذ الخطاط على حامد الراوي سنه(1965 )م عندما كان يمارس التطبيق في مدرستنا, وشجعني على ممارسه الخط العربي والتعلم المستمر, ومنذ ذلك اليوم لازمته كون داره قرب دارنا, وكنت التقيه في جامع بكر أفندي في منطقه رأس الكور بعد صلاة العصر أحيانا وبعد صلاة المغرب أحيانا أخرى ,لسنوات عده وكنت اقدم واجب يومي لأستاذي يحوي على( سطر نسخ /ثلث ) حتى أتقنتهما مع باقي الخطوط الأخرى, كونها أسهل وابسط من خطي الثلث والنسخ وكان ذلك في العام (1973) م, وكنت خلال تلك الفترة أتردد على بغداد واعرض أعمالي ومشوقاتي المختلفة على الخطاط الاستاذ مهدي الجبوري/تلميذ المرحوم هاشم البغدادي, كون الخطاط هاشم في ألمانيا يشرف على طباعه المصحف الشريف حينها ,وكان يشجعني كثيرا ويشعرني أنني أتقدم في كل زيارة له, ويقول لي بأنني متمكن من الخط العربي وانواعه المختلفة ولا استطيع أن أصلح لك كونك متفوق, وكان ذلك بحضور تلميذه الخطاط المبدع حميد السعدي,فقد كنت ازوره أولا واصطحبه معي لزيارة الاستاذ مهدي الجبوري, وكانت لي زيارات عديدة للخطاط صلاح شيرزاد في ديوان الأوقاف, حيث كان يعمل خطاطا هناك ,وقد أعرته لوحه خطيه اصليه (فرمان همايوني)من كتابات رئيس الخطاطين الخطاط مصطفى راقم(رحمه الله) ولم يعيده لي لسفره الىاستانبول ولا ادري ماحل به,كما كنت ازور الخطاط صادق الدوري الذي كان يدرس الخط العربي في معهد الفنون الجميلة, في كل زيارة لي لبغداد, وكان يعرض أعمالي وامشاقي على التلاميذ في الفصل الدراسي في المعهد........
وفي العام (1974) م راسلت الاستاذ الخطاط حامد الامدي(رحمه الله) بحدود ست أوسبع رسائل باللغه التركية, وكنت استعين بالأستاذ أوميد كوبر لو(أبوآ يدن) وكان يجيد التحدث و الكتابة باللغة التركية, كما أرسلت تمارين عديدة له والتي جعلت الاستاذ حامد الآمدي يعتبرني من تلاميذه , وقد ذكرني بهذه ا لمعلومه, الدكتور محمد حرب في مقالته تحت عنوان (حامد آخر الخطاطين العظام) في العدد(290) من مجله العربي الكويتية الصادرة (كانون ثاني 1983), وفي إحدى رسائله قال لي( إنني انظر في كتاباتك انك تبدو فيها كأنك ابن حامد اواحدابناء حامد) وأعلمني بان أرسل له قطعه خطيه ليجيزني فيها, مما شجعني و دفعني لأرسل له قطعه خطيه بخطي الثلث والنسخ وفيها فراغ للإجازة( مع والدي وخالي عند زيارتهما استانبول) و بتوفيق من الله سبحانه وتعالى فقد منحني الإجازة صيف عام (1975) م ,كما منحني إجازة ثانيه وهي أجازة عامه بخطوط الثلث والنسخ والتعليق والديواني, وقد أعطيتها للزميل فخري اسماعيل ليزخرفها, ولم يكمل زخرفتها لانشغاله وقد أعادها لي بعد فترة طويلة(6أو 8 سنوات) متضررة نتيجة سوء الخزن عنده(ونقول:أكدها الخطاط خليل إسماعيل شقيق المزخرف فخري إسماعيل وقال إن الإجازة فيها خطوط منوعة وفيها خط التعليق ومكتوبة على ورق اسمر وبعدة أسطر وبقيت لدينا مخزونة بالبيت لفترة طويلة قاربت 8 سنوات ولم يزخرفها أخي فخري لانشغاله بالخدمة العسكرية الإلزامية وبعدها خدمة الاحتياط التين جاوزتا العشر سنوات!!!),كما منحت الإجازة في انواع الخط العربي الشائع من قبل أستاذي ومعلمي وملهمي الاستاذ الخطاط الشيخ علي الراوي وذلك في عام( 1406) هجريه,وذكرني بهذه المناسبة ووثقها شعرا حيث قال: 

يامتقن الخط يا(مروان)ذا الفطن .................. يامن حباك اله العرش بالمنن
أبدعت حقا بفن الخط تمشقه.......................تقفوا به منهج الرواد من زمن
قد أنهضتك إلى العلياء همتكم...................مسترشداب(علي) شيخك الفطن
لذا أجاز لكم خطا محاسنه ......................... أضحت حديثا لكل الناس في العلن
 فقد غدا ناطقا شعرا نؤرخه: ............................ كأني اللؤلؤ المحفوظ للزمن
81 103 1065 157 تجمع(1406)
كما كانت له علاقة طيبة ووطيدة مع الخطاط البصري( الاستاذعبدالكريم الرمضان ) زاره في البصرة , و احتفى الاستاذ الرمضان بمترجمنا كثيرا(فقدم له الروبيان الخليجي في مائدة مميزة وكانت أول وآخر أكلة روبيان لمترجمنا) وكان معجبا بإجازته من الاستاذ حامد الآمدي.
يتميز الفنان و الخطاط الموهوب مروان الحربي بان له نفسا وروحية(قوة حرف وتناغم فني) وقدرة متقدمة في الخط العربي وخاصة في خطوط الجلي ثلث والثلث والنسخ الدقيق وله فيها آثار وقطع ونماذج خطية وامشاق كثيرة تدل على علو شانه وتمكنه وإجادته فيها ... ومن هوايات فناننا وعمله الحالي اليومي ( ممارسة هندسة الصوت والتسجيلات الفنية ) : وصادفت عددا من الفنانين والقراء في مكتبه , وقد تأهبوا للتسجيل أو قد انهوه ,وهو معروف في الموصل واربيل والأردن وسوريا , كونه من المجيدين والمبدعين في هذا المجال أيضا. ويسترسل مترجمنا فيقول (لازمت الخطاط عمار عبد الغني ) في المدرسة وفي المنافسة على الخط العربي كوننا في منطقة واحدة ومدرسة واحدة و عند معلم واحد وسن متقاربة كما لازمت : الزملاء الخطاطين ( إياد الحسيني وعبدا لرزاق الحمداني وصالح محمد عبدا لله ) والخطاطين الراحلين ( قتيبة سالم عبدا لرزاق وحارث محمد زكي وبشير محمد وزكريا عبد القادر حمودي(رحمهم الله ) وكانت لنا لقاآت يومية مستمرة في حديقة الشهداء لنتحدث ونناقش ونخط كل ماتقع عليه أيدينا من بدائع الخط العربي وتحفه وروائعه ..... كما قمنا بزيارات متعددة للخطاط المرحوم محمد صالح الشيخ علي الموصلي في أخريات أيامه عند ما عاد للموصل وقد وثقت هذه الزيارات بصور نشرها المرحوم عبدا لعزيز محمد عبدا لله في كتابه عن ( الخطاط محمد صالح الشيخ علي الموصلي ) حيث اصطحبت صديقي المصور خالد وكان يعمل مع المصور كوفاديس ولازال وصور لنا عدة لقطات. ....... درست كثيرا من الشباب فن الخط العربي وانواعه المختلفة, اذكر منهم من درس علي في الموصل : ( كمال كريم شاكر وسعد جبر ومظهر عبدالجبار النعيمي وعمار الدليمي وذاكر هادي الحمدوني ومحمد علي الراوي) ومن العرب من السعودية/الرياض /منطقة حلة الأحرار الخطاط (عبدالعزيز الزويد) وقد درس علي خطوط الثلث والنسخ والإجازة بالمراسلة.
ويضيف قائلا: ( إن أعماله الفنية مستمرة ومتواصلة, من خلال كتابة عدد من العناوين والأسماء الشخصية للفنان ذاكر الحمد وني, الذي يقوم بدوره بحفرها على النحاس أو الزنكغراف وإكمالها و تهيئتها لطالبيها ), وان( أعماله الفنية المميزة التي يعتز بها كثيرة وهي كالأولاد لاتمييز بينهم,ولكنه يرى بان لوحة البسملة المكتوبة بالثلث و التي شارك بها في معرض تونس بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف( 1395-1975م ) هي من أعماله المميزة والمتقدمة في ذلك الوقت) ,ويضيف أن من أعماله المميزة المتأخرة: (كتابة آية الكرسي و الآيات التي بعدها بخط الجلي ثلث لأكثر من(35)م في جامع عين زالة بالصبغ مباشرة على الجص بسمك قلم(5)سم وبعرض(60)سم .
واعرض مع التحقيق عن مترجمنا بعضا من اعماله الخطية الجميلةبالنسخ والثلث والتعليق والطغراء  واجازته من الشيخ علي الراوي (يرحمه الله ) .