الأحد، 30 نوفمبر 2014

لن ننسى ابدا ...ذكراك خالدة استذكارفي الذكرى العاشرة لوفاته يرحمه الله المهندس عبدالرزاق الحمداني

لن ننسى ابدا ...ذكراك خالدة
استذكارفي الذكرى العاشرة لوفاته يرحمه الله     


                                                                                                           المهندس عبدالرزاق الحمداني

الدكتور عبدالعزيز عبدالله يرحمه الله

في احداللقاءات الاسبوعية بمقهى الحدباء قبل تاسيس جمعية الخطاطين العراقيين بالموصل سنة 1989

     التقينا لكني لااذكر بالضبط يوم اللقاء,تكرر اللقاء أسبوعيا,وفي كل لقاء كان يثير موضوعا يريد للآخرين من الحضوران يناقشوه أو أن يطلعوا عليه , حينها لم تكن لي به معرفة سابقة ، فلم يكن من جيلي ، ولا سكنت في منطقة سكناه , ماعملت معه في موقع عمل يجمعنا , ولم أكن من منتسبي المديرية العامة للتربية في نينوى كي أكون من معارفه ولو وظيفيا.                                 

        كان كتابه ( يوسف ذنون...مدرسة الإبداع في الخط العربي)هو الذي عرفني إليه أولا, سألني ؟.....جعلني أتحدث معه احد الأيام عن طبيعة المعلومات المدونة في الكتاب وطريقة الإملاء والعرض , كان يدافع عن معلومات اعتبرتها في حديثي معه سردية , لاتليق بكنه الموضوع ولا بحيثية الكتاب , ومرت الأيام وازدادت بمرورها العلاقة متانة وقوة , ألفة ومحبة , كانت دعوته للعشاء لجمع غفير من الخطاطين في بيته احتفاء واحتفالا بمناسبة نيل الزميل عباس الطائي الإجازة في الخط العربي العام 1987 من أستاذه الخطاط يوسف ذنون , الحدث الأكبر الذي قربه من نفسي , واستمرت اللقاءات سنوات وسنوات...في عدد من المقاهي و الكازينوهات , وان كان تخلفي عن حضور بعض الاجتماعات بسبب الأشغال الوظيفية وما يتبعها وما قد يرافقها من أحداث وملمات ، وتمر الأيام........        .                                                                                                                 العام 1989 وبعد تأسيس جمعية الخطاطين العراقيين/ فرع نينوى - الموصل, كان احد الداعين والمتابعين بقوة لتأسيسها , مواظبا على حضور الاجتماعات الأسبوعية والندوات والمواسم الثقافية للجمعية بل وحتى عريف الحفل والمقدم لبرامج معظمها.......                                                   
    لم يكن خطاطا ....لكنه من المغرمين... من عشاق الحرف والخط العربي...بنشاطه المعهود كان أكثر من خطاط متفاعلا ومندمجا مع مسيرة الخط العربي والخطاطين في المدينة ومع نشاطاتهم وتطلعاتهم الفنية والثقافية , برز ذلك جليا وبدا واضحا من خلال البحوث والدراسات والمقالات والكتب التي قدمها وألفها وكتبها ونشرها عن هذا الفن العظيم ورجالاته الأخيار, بأعماله هذه كان ضمن قلة قليلة من الناشطين الذين كتبوا في هذا الموضوع وحيثياته من مثقفي الموصل ومؤرخيها وأدبائها وفنانيها وخطاطيها.                                                                   آخر الندوات التي رأيته فيها كانت ندوة (الخط العربي في الموصل عبر العصور) على قاعة المكتبة المركزية لجامعة الموصل للفترة من (15-18) نيسان سنة 2002 م.                               
 أخر لقاء جمعنا سوية ، كنت في زيارة لي مع زميل لمديرية تربية محافظة نينوى قبل أن يقعده المرض بأيام ..تذكرته وانأ اجتاز ممر الاستعلامات لاإراديا أخذتني قدماي لزيارته...كان قلقا....لم يكن كسابق عهدي به , تحادثنا وسئلني عن موضوع يتعلق بمسيرة الخط في المدينة , كنا كلانا نحمل تصوراً مختلفاً عنه , كان حديثه يحمل تلميحا في أحد مسا قطه...    
  أكملنا الحديث على عجالة وبدأ متأثرا لصواب رأيه ودعته , ولم أكن لأتصور انه سيكون وداعي الأخير له..! وانصرفت.............ومرت الأيام  .
      لجة الحياة ومعتركها اليومي شغلاني وألهياني عن السؤال عنه وعن بعض الأحباب ، في احد الأيام وبعد زيارة زميل في مكتبه أخبرني أن أبا أيمن في البيت !...أقعده المرض!!! اتفقنا على تحديد موعد قريب لزيارته مع بعض الزملاء....كان الموعد الخميس القادم..ضحى ،لكن بلدا يقع تحت نير الاحتلال لاتستطيع ضبط موعد فيه....الجسور مقطوعة ، سابقا لم يحدث أن قطع السير أوالعبورعلى الجسورالا في الملمات...الفيضانات مثلا وزيادة منسوب المياه اضطرارا، الآن ! قوات الاحتلال تقطع السير والعبور على الجسور متى شاءت ! وأنى شاءت ! وكيف شاءت! وهذه هي سنة حياتها وشريعة غابها وديمقراطيتها المنشودة بل الموعودة كما كانوا يزعمون...وهكذا ومنذ الصباح خابت الآمال في زيارة مريض جماعية ، بعدها بأيام دهمنا الخبر كالصاعقة...      
     وعلى قول الشاعر:
    (ويأتيك بالأخبار من لم تزود)....الرحيل دون سابق موعد........رحل أبو أيمن دون نظرة وداع    ..........                                         
             رحل وذكراه خالدة....محفورة ومنقوشة في ذاكرتنا ، رحل وفي جعبته الكثير من مشاريع وبحوث وأماني وتصورات...وو... لم تتحقق بل ولم تنفذ..                                                                            الأستاذ ذنون يونس ذنون (مدرس تأريخ متقاعد) زامل مترجمنا منذ زمن بعيد في الموصل وفي الدراسة في كلية التربية ببغداد مطلع الستينات من القرن الماضي ، بل وسكنا نفس الغرفة في الأقسام الداخلية حينها ، حدثني عنه مستذكرا سيرته العطرة متأسفا على فراقه داعيا له  يقول : كان جديا حريصا متابعا واذا مابدأ بموضوع لايتركه حتى ينهيه ولو استغرق ذلك منه فترة خاصة إذا ماعالج موضوع قراءة أو كتابة فانه يستمر معه حتى ولو أخذ منه ساعات المساء حتى الصباح التالي بل حتى ............ولو استغرق منه أياما عدة ،                 ويضيف تعيينه الأول بعد إنهاء دراسته الجامعية كان في اربيل العام الدراسي التالي (1966-1967) نقل إلى ثانوية القوش مدرسا للغة العربية حيث كنت قد تعينت فيها قبله , وهكذا عادت الصحبة من جديد ، كان من هواة الرسم بل كان رساما ماهرا ، يوما ما رسم صورة السيدة العذراء ، وعند زيارة قسس كنيسة القوش لسكننا ، أعجبوا كثيرا بها فما كان منه إلا أن اهداهم إياها ،   ويزيد : إن أهم مايميز أبا أيمن انه إنسان جدي لايكل ولا يمل من العمل وهود ؤوب في عمله ، ومن انجازاته الوظيفية المتميزة والمهمة العمل والسعي الحثيث لإنشاء كلية التربية المفتوحة في الموصل والتي تولى مسؤولية إدارتها  لحين وفاته ، لم يكن همه في هذه الحياة ماديا بل كان الإبداع ديدنه والإخلاص في العمل شعاره ومآله ،        أوفد لمدة سنة دراسية واحدة لليبيا بعد نيله شهادة الدكتوراه العام ( 1999) وقد ترقى وظيفيا ليصبح معاون مدير عام تربية نينوى  العام  (2002 ) و رشح بعد الاحتلال ليصبح مديرا عاما للتربية لكنه آثر أن يبقى معاونا للمدير العام ولحين وفاته العام (2004) م ،كان مترجمنا ملتزما من الناحية الدينية يؤدي الفرائض المكتوبة والصلوات على أتم وجه ، أدى فريضة الحج قبيل وفاته بعام واحد ، وعن حياته الاجتماعية  نقول : بعد تعيينه بسنة تزوج وكان أن أعقب من هذا الزواج السعيد ستة ثلاثة أولاد من البنين أكبرهم أيمن (معلم/تربية نينوى/1968) وأوسطهم (معن/مهندس مدني / مديرية كهرباء نينوى/1975) وأصغرهم (يزن/قانوني بتربية نينوى/1981) وكان من مناهضي التدخين ، شارك بندوة عقدت في الموصل تبحث في أضرار التدخين وكيفية المساعدة للخلاص منه فقد كان احد أبنائه يدخن وحاول جهده ليساعده للتخلص من هذه العادة الضارة المؤذية والقبيحة في نفس الوقت لكنه لم يفلح في ذلك وأفلح في إصدار فتوى في الندوة بحرمة التدخين وهو انجاز عظيم طالما راود فكره.
في استذكاري لمسيرته الحياتية أجد أن :  

الدكتور عبد العزيز عبد الله محمد الخفاف من مواليد الموصل سنة(1941) م ، درس في مدارسها المختلفة ، حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية التربية /جامعة بغداد العام (1964) م، حصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية عن رسالته الموسومة (تطور الاعجام إلى نهاية القرن الخامس الهجري) بتقدير جيد جدا من كلية التربية /جامعة بغداد العام (1995)م ، وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية عن رسالته الموسومة(ظاهرة العدول بين البلاغة العربية والأسلوبية الحديثة) بتقدير امتياز من كلية الآداب/جامعة الموصل العام (1999) م ، كما نال شهادات تقديرية من جهات رسمية وثقافية متعددة لجهوده ولمكانته المتميزة في إثراء إحدى صفحات الثقافة العربية وحسنا فعلت مديرية التربية حينما أطلقت اسمه على أحد مدارسها الابتدائية والتي تأسست حديثا في منطقة المجموعة  العام 2005 م.  
                  مــــــؤلفاتـــــــه   :                                                                                                         له أكثر من مائة دراسة وبحث ومقالة بدأ بنشرها منذ العام (1965) م واستمر فيها لحين وفاته ، في مجالات متعددة تبحث في الثقافة و أصول تقعيد  قواعد اللغة العربية ، أما كتبه فله أكثر من عشرة كتب مابين مطبوع ومخطوط نذكر منها ما طبع ووقع عليه نظري:
1.سلامة اللغة العربية/المراحل التي مرت بها/مطبعة جامعة الموصل/1985
2.يوسف ذنون..مدرسة الإبداع في الخط العربي/دار الكتب..جامعة الموصل/1986.                        
3.زكي إبراهيم...حياته ..مؤلفاته ..ألحانه/الموصل/2002 .                                                     
4.الخطاط محمد صالح...سيرته ..فنه/مركز دراسات الموصل/جامعة الموصل/2002 م.                    
5.تطور الاعجام إلى نهاية القرن الخامس الهجري/مكتب مضر للطباعة /الموصل/2003 م.             
6.طرائق التوصيل بين المرسل والمتلقي في الأساليب العربية/الموصل/2004 م.                   
7.شواهد الأمثال في كتاب سيبويه/الموصل/2004 م.   
                                            
أما كتبه المخطوطة ومنها ماهو تحت الطبع فهي: 
                                                          
1.الأدب بين التراث والحداثة .                                                                                     
2.احمد الفخري ....حياته وديوانه.                                                                                
3.الزخارف اللفظية .                                                                                         
4.أعلام الخط العربي في الموصل .                                                                        
5.أهمية اللغة العربية .                                                                                    
6.ظاهرة العدول بين البلاغة العربية والأسلوبية الحديثة(أطروحته للدكتوراه) تحت الطبع. 

الوظائف التي شغلها:

1.مدرسا للغة العربية منذ تخرجه العام 1964/1965وحتى العام 1981م.                   
2.مشرفا اختصاصيا للغة العربية منذ العام (1981-2002 ) م. 
3.شغل منصب معاون مدير عام تربية نينوى منذ العام   ( 2002 ) وحتى وفاته .        
4 .مسؤولية إدارة الكلية التربوية المفتوحة /لتربية محافظة نينوى منذ افتتاحها ولحين رحيله.
وكانت وفاته(يرحمه الله)اثر مرض عضال لم يمهله طويلا بتأريخ ( 3/11/2004  ) م. 
مرة ثانية... وفي ذكرى رحيلك الثانية...أعترف لك ..أبا أيمن يامن رحلت عنا دون وداع....يامن قدمت للموصل الكثير ولم تحظ منها إلا القليل...يامن وفيت للكثير..ولم يذكرك ولو بكلمة إلا القليل..تأخرت في الكتابة عنك... عن ذكراك......كنت أريدها في الذكرى الأولى لوداعك...لالرحيلك...لكن المشيئة..كانت أن تأخرت في الكتابة عنها..وعذري فيها أننا تأخرنا لكننا لن ننسى ابدا.......فذكراك خالدة.

السبت، 29 نوفمبر 2014

علي الراوي الموصلي..الخطاط..شيخ القراءات...الشاعر المعلم ...الخطيب..العالم في أصول الدين.. استذكار في الذكرى الثالثة لوفاته التي توافق اليوم الخطاط المهندس عبدالرزاق الحمداني


علي الراوي الموصلي..الخطاط..شيخ القراءات...الشاعر المعلم
...الخطيب..العالم في أصول الدين..
استذكار في الذكرى الثالثة لوفاته التي توافق اليوم
                                                              المهندس عبدالرزاق الحمداني
الشيخ علي بن حامد بن عبد المجيد بن سليمان بن الشيخ أحمد بن الشيخ رجب الصغير بن الشيخ عبدا لقادر بن الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي دفين مدينة راوه في أعالي الفرات في العراق , ولد في محلة الشفاء بمدينة الموصل ليلة الاثنين25 شعبان1363الموافق14آب1944, تعلم في مدارسها، تخرج من معهد إعداد المعلمين في الموصل سنة1965، عين معلما في الشرقاط بعد تخرجه و نقل بعدها لمركز المدينة , نسب للتعليم بمدرسة الاستقلال الابتدائية بمحلة الشفاء
(التقيته فيها  العام1974 م , وهي تقع خلف مطبعة الجامعة ابن الأثير) , ثم نسب لتدريس الخط العربي بمعهد الفنون الجميلة بالموصل لخمس سنوات متتاليات , لحين إحالته على التقاعد سنة (1990) بطلب منه , ألقى محاضرات على طلبة أقسام اللغة العربية في كليتي الآداب والتربية , التزم عددا وفرا من التلامذة برزوا في الخط منهم :(عمار عبد الغني الرفاعي ومروان خضر الحربي وعبد الرزاق الحمداني (أجيزوا من الراحل شيخ وخطاط الأجيال حامد الآمدي) وعامر ألجميلي وعبد الحميد حسين وذاكر الحمدوني)وأجاز منهم كل من: (مروان خضر الحربي وزكريا عبدالقادرحمودي وعلي حسان وصلاح الدوسكي ومحمد عبد المطلب (في جميع الخطوط) وعمار الدليمي(في التعليق) .
حدثنا عن مشواره مع الحرف والخط العربي دارسا ومدرسا تلميذا ومعلما ومنذ البدايات الأولى له يقول : وبعد إكمالي وتمكني من حروف النسخ والثلث والخطوط الأخرى وعندما رأى الأستاذ يوسف ذنون اتقاني وإجادتي لحرفي , عرض علي الإجازة , فأعددت نصوصها بإشرافه وأجازني بها / ربيع الثاني1398ثم رخص لي بكتابة خطوط الجوامع على الحجر وكان يحول لي الكثير منها....
ويكمل الحديث : ثم حصلت على إجازة ثانية من الخطاط المكي(الاربلي الأصل , ت :1980)  محمد طاهر الكردي تلميذ الشيخ عبدا لعزيز الرفاعي قال لي مشيدا مستحسنا لخطي في إجازته لي : (أن خطك كسلاسل ذهب ) . ..
 في صيف عام 1979توجه الأستاذ يوسف ذنون لزيارة الآمدي وعرض عليه صورة إجازتي فاستحسنها وأضاف عليها من دقائق خبرته فصحح بعض كلماتها توسعة لمداركي, وبعد عودته أرسلت للامدي نصوص إجازتي مع المرحوم زهير محمد صالح الخطاط فكتب لي إجازة نفيسة ونبهني بالقلم الرصاص إلى تغيير بعض صور الحروف فأعدت كتابتها وقام بزخرفتها الفنان البارع (علي اللامي البغدادي)  .      
  أصدرمركز الأبحاث (ارسيكا)  التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي باستانبول في العام 1982وذلك بعد وفاة الآمدي(رحمه الله) فيلما وثائقيا عن الأيام الأخيرة لحامد الآمدي (وظهر فيه وهو يتكلم ويخط) كما عرضت لوحاته الورقية والجوامعية موثقة بحديث مدير المركز د.أكمل الدين أحسان (أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الحالي) والمؤرخ الناقد الفني للخط الأستاذ مصطفى اوغردرمان والخطاط حسن جلبي , وذكر في الفلم أسماء الكثيرين من تلامذة حامد في تركيا (حليم وحسن جلبي وخسرو صوبا شي) وفي البلاد العربية (هاشم البغدادي ويوسف ذوا لنون وعلي الراوي ) , وقد نقل نص الحديث الدكتور محمد حرب في موضوع (حامد آخر الخطاطين العظام)  المنشور  في مجلة العربي الكويتية (العدد290 والصادرة في ك2/ 1983م )  , فجزى الله أستاذنا حامد الآمدي كل خير على أمانته وتشجيعه.                                             
وعن المشاركات في المعارض والمسابقات يقول:شاركت في مسابقات مركز الأبحاث في استانبول لأربع مسابقات متتاليات , حصلت فيها على ثلاث جوائز, ولقد حصلت على جائزة في مهرجان بغداد العالمي للخط والزخرفة الإسلامية , وجائزة أخرى في مهرجان أربيل الثاني 2000, وشاركت في مسابقة كتابة مصحف قطر في الدوحة(2002),و حصلت على مكافأة المشاركة , كما شاركت في معارض محلية وقطرية عديدة.
كتب وصمم المئات من عناوين الكتب والاطاريح والرسائل الجامعية خلال عمله الطويل(من 77_ 2001) في مطابع  الجامعة والزهراء والجمهور بالموصل .
وعند الحديث عن الكراريس الخطية التي أنجزها يقول: كتبت كراسة في خط التعليق زادت صفحاتها على الثمانية صفحات وهي المنشور صفحتين منها مع هذا التحقيق ، ويأمل أن تكون من الكراسات المعتبرة عند الخطاطين .  
كتب على الحجر خطوط العشرات من الجوامع (أكثر من مائة جامع) في كثير من مدن العراق ولا يزال , ومن أشهرها في الموصل (جامع الزهراء والشيخ فتحي وصلاح الدين الأيوبي وبلال الحبشي وبوابة جامع النبي جرجس وذي النورين وجامع الروضة المحمدية والصواف وواجهة جامع اليقظة الإسلامية) و(جامع مصعب بن عميروالفتح والهدى وأبي بكر الصديق) في تلعفر و(جامع دلال الكبيسي) في بغداد و(جامع الشيخ رجب الراوي الرفاعي ) في راوة و(جامع الشيخ عبدا لعزيز سالم السامرائي ) في الفلوجة, وغيرها كثير.
وعند الحديث عن دراسته لعلوم التجويد والقراءة يقول : تلقيت علم التجويد على علامة زمانه المرحوم الشيخ محمد صالح ألجوادي, في جامع الرابعية ومسجد العقبة برواية حفص, وكان يثني على حلاوة صوته, ولم يكن موفقا معه في الأداء, لازمه من سنة (1968وحتى وفاته (رحمه الله) سنة1973م) وكان آخر ماقرأعليه : (ياموسى أقبل ولا تخف انك من آلا منين) , فأكمل على زميله الشيخ يونس الطائي (رحمه الله) ختمته برواية حفص, كما أخذ عليه القراءات السبع ختمه كاملة وأجازه في12 ربيع الاول1403 الموافق1983, في جامع اليقظة ولقبه ياقوت القراء , وقد أرخ هذه الإجازة الأستاذ  الشاعر حسين قاسم الفخري (رحمه الله)  بقوله:
قلت أرخ رباه أنت سميع                           هب عليا لسان صدق عليا 
ومارس الإقراء في جوامع ومساجد عديدة , ومازال يدرس التجويد والقراءات في داره في منطقة الموصل الجديدة , أجازفي القراءات السبع ( أخاه الأصغر عبدا لغني سنة (1409) هـ بجامع بكر أفندي ولقبه فتح القراء وقد حضرت عددا كبيرا من دروسه والأجازة , والشيخ صادق محمد محمد ألمزوري ولقبه علم القراء والشيخ الدكتور عبدا لستار فاضل ألنعيمي بعد وفاة شيخهما ولقبه أمل القراء), سافر للفلوجة سنة1415  بطلب من الشيخ خليل محمد الفياض وأجاز عددا من تلاميذها في جامع والده بالقراءات السبع وهم الشيوخ (أحسان لطيف الدوري ولقبه شمس القراء, وأحمد حسين العيساوي ولقبه غيث القراء,وسامر سلطان الكبيسي ولقبه درة القراء, ومحمود محمد ألجميلي ولقبه تاج القراء, وكامل عبدا لحافظ الكبيسي ولقبه بدر القراء, وأحمد مكي العيساوي ولقبه نجم القراء, ومأمون شعبان خليل الراوي ولقبه فيض القراء) , كما أجاز الكثير من التلاميذ بالموصل بقراءة حفص عن عاصم منهم (عبدا لرحمن ياسين الحاج حياوي وأخوه مؤمن و مقداد عبدا لله ألعبادي والشاعر الكبير الشيخ صلاح الدين عزيز (رحمه الله), وعلي أحمد السبعاوي وآخرين.
كما درس التجويد في ثانوية الدراسات الإسلامية بالموصل, وأقام دورات صيفية لتجويد وتحفيظ أجزاء من القرآن الكريم من سنة (1975 ولغاية سنة 1992) م,في جوامع ( العريبي وبكر أفندي والصديق والنبي شيث والعلي ) .

وعند الحديث عن دراساته للعلوم في أصول الدين تبين أنه :
درس العلوم الشرعية (العقلية والنقليةمن فقه وحديث وعقائد وعلوم اللغة والمنطق) ولازم أعلام الموصل ( العلامة المرحوم عثمان محمد عبيد الجبوري لحين وفاته سنة(1984), كما لازم ولعدة سنوات مجلس الشيخ ذنون البد راني والشيخ محمد ياسين السنجاري , والذي أجازه في ربيع الأول (1425) , كما أجازه في السنة نفسها بعد مراجعته له مدة طويلة , مفتي العراق المقيم في الحضرة الكيلانية الشيخ (عبدا لكريم المدرس)  رحمة الله عليهم جميعا.
أصبح خطيبا في جامع فتحي العلي والإمام محسن وعبدا لله سعيد وخزام وغيرها من الجوامع منذ عام(1981م) ولحد الآن .
تلقى علم العروض على الشاعر المرحوم حسين الفخري وعلى الاستاذ الدكتور عبدا لله الظاهر الأستاذ في جامعة الموصل (عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الموصل حاليا)  , فصقل الأخير موهبته وأفاده في هذا الفن كثيرا حتى تمكن من النظم في معظم بحور الشعر المختلفة .

 واليك أبيات شعرية تأسرك في قصيدته الرائعة (ذرى الإبداع )والتي يصف فيها ما يعانيه أهل الخط في مشوارهم الطويل، وتجعلك تعيش معها وبها ومن خلالها ،رحلة طويلة مع الحرف العربي سحره ،محاسنه ،أنواعه ،خيالاته ،أساتذته ،مبدعيه ، وقد اخترت لك منها :
للخط سحر جميل الـشكل ينطقه                      لا تعذلوني لحب الحرف أمشقه
إن اقبل الصبح أغراني بطـلعته                       وفي المساء يناجـيني فأوثقه
أنواعه بهرت عقلي بروعتــها                       وكيف لا وفريد الحـسن رونقه
كحلت عيني زمانا في محاسنـه                      يكاد يغرقـني فـني وأغرقه
قد هام قوم به دهرا وما انكشفت                    من بحره لرؤى الغواص أعمقه
ملّوا الحياة وما ملت أناملهم                         صوغ الخطوط بسحرعزمنطقه
وارخصوا الروح في تزويق صبغته                  بانمل فـذة ظـلت تـنـمقـه
جفت عيون وما جفت محابرهـم                      من المداد الذي للحرف تغدقـه
أقطابه (راقم سامي وحامدهــم                        وهاشم )بعدهم للـخـط يحذقه
حلــيمهم جهبذ شوقيهم فـطن                         عزيزهم متقـن عباس يـنطقه
ويزيد في حديثه معي  وألقيت محاضرات في القراءات السبع وعلم التجويد, وأرخت كثيرا من
,المناسبات منها وفيات البعض من الأعلام في مدينتي , وطبعت من تأليفي كتاب (دليل الحاج والمعتمر) ولازلت (ولله الحمد والمنة ) مواظبا على التعلم والتعليم,وقد أجزت بما تلقيته عن مشايخي وأساتذتي من وجدته أهلا من تلامذتي, وأساله تعالى حسن الخاتمة في الدنيا والآخرة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ان ظاهرة الجمع بين أكثر من هواية ومهنة وموهبة تبدو واضحة في مدينة الموصل ومنذ زمن بعيد وتأريخيا لا بل أن الموسوعيين يظهرون بكثرة فيها على مر العصور وما الشيخ الأستاذ علي الراوي إلاأحدهم ...
وقد حاولت من خلال لوحته ( وأقم الصلاة لذكري) والتي نشرتها عبر هذه الصفحه أن أسبر أغوار هذه الشخصية الفذة وأوضح مكامن وإبداعات مترجمنا ولو بعجالتي هذه فقد زاملت الرجل لأربعة عقود وأطلعت على إمكانياته الرائعة في فن الخط العربي وفي علم القراءات وفي علم أصول الدين والشريعة وفي قصائده الشعرية الجميلة والبديعة وفي تعليمه وتدريسه الطلاب من خلال المدرسة والمؤسسة التربوية.

آخر مشاركاته في المعارض الخطية : كانت بمعرض حدائق الخطوط على قاعة النشاط المدرسي لمديرية تربية نينوى / للفترة مابين (5-7 ) ت1 2010 مع عدد من أساتذة ورواد الخط بالموصل بلوحتين واحدة بخط الثلث ( سورة الفاتحة ) والأخرى جلي ثلث(واعتصموا بحبل الله جميعا  ) مع زخرفة جميله.
آخرمشاركاته (يرحمه الله ) بمعرض المهرجان الوطني للخط العربي والزخرفة الاسلامية مع تسعين خطاطا عراقيا بلوحة بخط الجلي ثلث ( وماعندالله خير للابرار) في مدينة النجف ضمن الاحتفالىبفعاليات النجف الاشرف عاصمة للثقافه الاسلامية للفترة من ( 26-28 تشرين الثاني 2011 ) .
وهكذا يرحل صديق الصحف و المصاحف والأقلام  والشعر والمنابر....رحل الشيخ علي حامد عبد المجيد  الراوي ( يرحمه الله)
فقد شيعت  مدينة الموصل بمثقفيها من علماء وقراء وأدباء وخطاطين وفنانين ومثقفين وآخرين يوم الثلاثاء :الرابع من شهر محرم الحرام لعام 1433 هجرية الموافق لليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني  لعام 2011 ميلادية أحد فلذات كبدها وفقيدها وأبنها البار الخطاط المبدع وشيخ القراءات والعالم الجليل الشيخ علي حامد الراوي الرفاعي لمثواه الاخيرفي مقابر الموصل الجديدة وليدفن بجوار شيخه في القراءات وزميله في طلب العلم وصديقه الشيخ يونس بن إبراهيم الطائي ( رحمهما الله برحمته الواسعة) وبفقده فقدنا علما بارزا وبيرقا خفاقا وشيخا جليلا وشاعرا معتبرا وخطاطا متألقا وشيخا في القراءات  وعالما كبيرا.
تعرفت على شيخنا الشيخ علي حامد الراوي ( يرحمه الله) شتاء العام 1974 من خلال الخطاط الشيخ إبراهيم المشهداني فقد كنت في زيارة لمشغل الشيخ إبراهيم المشهداني بمدرسة الحدباء الابتدائية واستوقفتني لوحة جميلة بالجلي ثلث( ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) منقولة عن لوحة شيخ الخطاطين سامي أفندي وكان توقيع (علي) عليها سألت الشيخ المشهداني عن الذي خط اللوحة وقلدها فقال هو أخونا ( الخطاط علي الراوي) وهو معلم في مدرسة الاستقلال التي تتناوب معنا بالدوام في هذه البناية  بمحلة الشفاء خلف مطبعة بن الأثير لجامعة الموصل, تعرفت إليه بعد أيام وكانت لي  معه صحبة أخوة طويلة وتلمذة وزمالة وصداقة منذ ذلك التأريخ ..... ومافرقتنا الأيام  إلا ليوم واحد قبل رحيله في ذمة الله  لدار الخلود   .

وأورد لكم من قصيدة الشيخ إبراهيم المشهداني (الذي شاركنا مراسيم التشييع لمثواه الأخير يوم 29/11/2011)  وقرأها خلال مراسم الدفن ومنها هذه الأبيات:

علي قد سرى يوم السعيد              
                            إلى الرحمن بالعمل المفيد
سيرضيه الإله بكل خير                
                            ويحضى بالجنان بكل جيد
جزاك الله في الجنات قصرا             وبوأكم من الفضل السعيد   

مع كاتب السطور بمهرجان النجف للخط العربي 28 تشرين الثاني 2011


احدى مشاركاته بمسابقة ارسيكا فاز بها بجائزة تقديرية

علي الراوي مع الاستاذ هاشم البغدادي مرحلة التلمذة  

بمهرجان النجف للخط العربي يوم 27 تشرين الثاني 2011 مع الاساتذة د.روضان بهية وكاتب السطور وشاكر خالد والاستاذ جاسم النجفي والاستاذ نسيم 


صفحتين من كراس الخطاط علي الراوي الموصلي بخط التعليق


مشاركة الخطاط علي الراوي بمسابقة مصحف قطر بخط النسخ نيسان 2002

بوابة جامع ذي النورين بخط الشيخ علي الراوي الموصلي 


كتابي عن الاستاذ علي الراوي /   بانتظار طباعته


اجازة الخطاط علي الراوي من الاستاذ حامد الامدي يرحمهما الله برحمته الواسعه


                       
وأعطاك الإله مقام صدق          
                             وباعدكم من الألم الشديد
لقد أمضيت عمرك في دروس      
                                  تعلم للأنام لمستفيد
وقد عاصرته بود وصدق                
                            ويحلو بيننا أثر القصيد
وها أرخ قرينا بالمزيد      
                         وهجرتكم مع العام الجديد

 المقاله منشورة على صفحات مجلة مناهل جامعية التي تصدرها جامعة الموصل بعددها ( 44 في كانون الثاني  2012 )

الخطـــــاط زكريا عبدالقــــــــادر احمد الطــــــــائي الموصـــــلي استذكار سيرته في الذكرى الحادية عشر لوفاته الخطاط المهندس عبدالرزاق الحمداني

الخطـــــاط زكريا عبدالقادر احمد الطائي الموصلي      استذكار سيرته في الذكرى الحادية عشر لوفاته                       الخطاط المهندس عبدالرزاق الحمداني

الخطاط زكريا عبدالقادر احمد الموصلي   




                                                      من اعمال الخطاط زكريا عبدالقادر احمد الموصلي         

من اعمال الخطاط زكريا عبدالقادر احمد الموصلي

الخطاط زكريا عبدالقادر احمد الموصلي




من اعمال الخطاط زكريا عبدالقادر احمد الموصلي

حينماطرق سمعي خبر وفاته لم أتمالك عصابي واغرورقت عينايّ بالدموع الحارة مسترجعاً ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول  ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) رافعاً كفيّ إلى السماء سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة مهدياً ثواب قراءة سورة الفاتحة لروحه الطاهرة ، كان ذلك يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة 1424 هـ الموافق 28 شهر تشرين الثاني سنة 2003 م ، لقد تملكني في تلك اللحظات شعور غريب وإن كنت متوقعاً سماعه خلال ثلاثة أعوام أنقضت ، لقد تمكن المرض من هذا الرجل الباسم ، سارقاً ابتسامته المعهودة أولاً ثم أرطال اللحم المكتنز على جسمه يوماً بعد يوم . فقد اختفت بطنه المترهلة وذوى صدره الواسع العريض, إن ذوالبشرة البيضاء المتشربة بالحمرة والعينين الخضراوين اللامعتين والهمة والنشاط, أصبح بطيء الحركة ذائب الكرش رشيق القوام باهت الابتسامة مجهدا لأقل الحركات , في تلك اللحظات استذكرت حياته ومسيرته رحمه الله ، فهو من مواليد محلة الحمام المنقوشة في الموصل سنة 1956, درس في مدارسها المختلفة في النظامية الابتدائية ثم متوسطة الفاروق ثم الإعدادية الشرقية (الفرع الأدبي ) بعدها كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة الموصل , وتخرج منها في العام الدراسي 78 ـ 79 قسم الإدارة بتقدير جيد جداً . وبعد إكماله الخدمة العسكرية لسنوات طويلة عين موظفاً حسابياً في المصرف العقاري بالموصل ، ولما لم تكن لديه الرغبة للاستمرار بالخدمة الوظيفية لأكثر من بضع سنوات كاد يختنق من الدوام الرتيب ,ترك الوظيفة ليتخذ الخط العربي مهنة وهواية معاً . تزوج سنة 1983 وهو أب لابنة وثلاث أولاد ، ابنتـه بـراء وأولاده إسلام وحذيفة وقتيبة الذي لم يترك لهم إلا القليل من متاع الدنيا ورحمة الله تعالى وشقة متواضعة في حي الخضراء .
بدايتـه مع الحـرف العربـي : 
كانت بداية زكريا مع الخط منذ نعومة أظفاره حيث كان الأستاذ طارق برهان في المدرسة النظامية الابتدائية هو الذي شجعه وأخذ بيده فكان ذلك بداية مشواره مع الخط ، ثم توجيه وتشجيع الأستاذ نذيـر الصفار ( رحمه الله ) الذي أعطى مفتاح المرسم لزكريا ليكتب ويزوق ويسـتفيد من الإمكانيات الفنية المتوفرة في متوسطة الفاروق لممارسة هوايته وتطويرها . ثم كان اشتراكه في دورة خط الرقعة على قاعة الإعدادية الشرقية سنة 1970، والتي كانت الأساس في تكوينه الفني الخطي. من ذلك الحين جعل من غرفته مشغلاً ، أوراق متناثرة وأصباغ متعددة وقصب بأحجام متنوعة وأحبار مختلفة ، وعلى الحائط لوحات خط مجردة ، عندما يريد الجلوس للتمرين والكتابة يكون إبريق الشاي قربه فيحتسي الشاي ويدخن (البايـب ) ويستمع خلالها إلى أغان وموسيقى شرقية معبرة ويستمر في جلسته حتى بزوغ الفجر في كثير من الأحيان, وهذا ديدن كثير ممن يريد أن يكون خطاطاً مبدعاً بالجهد والمثابرة والسهر الطويل لأن الرغبة والتمرين المستمر لابد أن يعطيان ثمارهما الوارفة ولو بعد حين ,كان رحمه الله مغرماً بزيارة جوامع بغداد التي أبدع في خطها المرحوم هاشـم البغدادي والتقى خلال زياراته لها الأستاذين مهدي الجبوري وصلاح شيرزاد. 
أســـاتذته في الخـط العربـي :
بداية دراسته المنهجية للخط العربي عندما التقينا الأستاذ يوسف ذنون في دورة خط الرقعة على قاعة مسرح الإعدادية الشرقية بالموصل شباط 1970 ، تلك البدايات التي جعلته يواصل مع أستاذه للسنوات الخمس التالية ,تعلم فيها خطوط الرقعة والديواني والتعليق والنسخ والتي كان يكتبها بكل شوق وتمكن .
حدثني الأستاذ يوسف ذنون عنه قائلاً : كان تقبله لدرس الخط جيداً ، مواظباً على الدرس ويتقدم بسرعة ، خاصة وأنه كان مع مجموعة جيدة من طلبة الخط وكان التنافس بينهم شديد ، من أبرزهم حارث محمد زكي وبشير محمد لو قدر لهما الاستمرار لكانا في مقدمة الخطاطين ، لكن الله اختارهما لجواره الكريم . 
درس على يديه الرقعة ثم الديواني الذي أجاده في زمن قصير سنة 1973 ، وبدأ يتقطع ويمر ومعه نماذج من تعلمه الخطوط الأخرى كالتعليق والنسخ.
لقد أنجز دراسة أربعة أنواع من الخط مع أستاذه الأول حتى العام 1975,والذي تعرف فيه على الخطاط الشيخ علي الراوي الذي أصبح أستاذه الثاني في دراسة الخط العربي ,استمر يتعلم معه إلى أواخر الثمانينات وصل فيها مستوى مرموقا ونال منه الإجازة في أنواع الخط العربي المعروفة ( الثلث والنسخ )* .
يستذكر الشيخ علي حامد الراوي دراسة زكريا عليه فيقول : كان شغوفاً بالتعلم مواظباً على إتقان الدرس ، لا ينتقل إلى غيره حتى يقتنع معي بضبطه ، وقد أتقن عليّ معظم الخطوط المعروفة من القديمة والحديثة وأخص بها الخطوط الليـنة من الثلث والنسخ والتعليق والديواني والرقعة ، وكان يكتب الآيات القرآنية ويجيد كتابة الأذكار واللوحات الخطية بمختلف الخطوط متميزاً بشكل عال في خطي التعليق والنسـخ , هذا وقد شغلته الخدمة العسكرية الإلزامية و متطلبات الحياة عن مواصلة دروسه كباقي الخطاطين في العراق ، ثم داهمه المرض سريعاً ليحطم كل شئ ، لقد كنت أتأمل له مستقبلاً كبيراً إذ كان حرفه متقناً ونظيفاً وموافقاً للقواعد المتعارف عليها عند الخطاطين ، لكن أمر الله سبق. 
ويذكر زميله عبد الحميد حسين أنهما درسا سوية خط النسخ عند الخطاط عمار عبد الغني ، أخذ زكريا درسين أو ثلاثة في النسخ على أسلوب محمد شوقي التركي بعد تحوله عن أسلوب هاشم البغدادي وهو ما يبدو واضحاً في مشاركته في مسابقة كتابة مصحف قطر أواخر شهر نيسان سنة 2002 والمنشورة صورة صفحتين منها في هذا البحث . 
طريقتــه وأســلوبه:
كان يعشق خطوط المرحوم هاشم البغدادي خاصة التعليق ، قلده لفترة طويلة حتى أنك إذا وجدت له قطعة بالتعليق تعتقد انه من تلاميذه المتقدمين ,فقد أبدع في النسخ والتعليق فضلاً عن الرقعة والديواني في وقت لم يكن ليجيدهما في الموصل إلاّ بضعة خطاطين تعد (تعليق على أسلوب هاشم سنة 1974) على أصابع اليد كان ذلك ا لعام 1974 . 
لم يكن ليستكثر النص ولا ليأبه به مهما كان طويلاً, فإنه أن أعجبه يباشر بدون أي تردد يسطر ويكتب وخلال ذلك اليوم أو الذي يليه يكتبه وينجزه ، حدث ذلك معه مع جميع الخطوط التي يجيدها . 
في العام 1995 أبدع قطعاً ولوحات وأحاديث تنتشـئ عند رؤيتها ، وكم كنت ألح عليه للاشتراك في مسابقات الخط العربي لمركز الأبحاث في استانبول، وقد أفلحت محاولاتي أخيرا واشترك بالمسابقة الخامسة(أيار 2000 ) 
كما أبدعت أنامله كتابة وخط خمس صفحات من القرآن الكريم بخط النسخ بعد الحاحي عليه للمشاركة بمسابقة كتابة( مصحف قطـر) والتي كانت آخر أعماله المتميزة في أواخر نيسان/2002بعدها داهمه المرض بشدة وقسـى عليـه
هذا وله قطع خطية كثيرة ومنتشرة في عدد من الجوامع والمساجد منها في جامع ألعبيدي ومسجد الشيخ ناظم العاصي في كركوك و مسجد شيخ الشط ومسجد بنات الحسن في الموصل ومساجد أخرى في تلكيف والقوش كان قد كتبها حسـبة لوجه الله تعالى ,وكانت وفاته ي يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة 1424 هـ الموافق 28 شهر تشرين الثاني سنة 2003 م يرحمه الله برحمته الواسعه ويحشره مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون .
المقالة : منشورة على صفحات مجلة الموصل التراثية العدد (4) نيسان 2006 .

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

ضياء المدينة.. أضاءته الحروف العربية...... وأعمال الخطاط المهندس....... ......... عبدا لباري محمد البديعة ...... المهندس عبدالرزاق الحمداني

ضياءالمدينة....أضاءته الحروف العربية...... 

وأعمال الخطاط المهندس.......
......... عبدا لباري محمد البديعة .
..... المهندس عبدالرزاق الحمداني

في الذكرى الخامسة لرحيله والتي توافق هذا اليوم 25 /11/ 2014
الخطاط المتميز...والمهندس القدير السيد عبدا لباري محمد سلو , من مواليد الموصل سنة 1951 م في عائلة تتكون من احد عشر فردا , اضطر للعمل في وقت مبكر من حياته نتيجة مرض والده فكانت نشأته العصامية وهو طالب في الإعدادية يفتح محل والده ويمارس أعماله مالبث أن تحول للعمل مع مكتب ضياء المدينة لإعالة عائلته ، أنهى دراسته في مدارسها المختلفة فكانت العزة الابتدائية للبنين في منطقة الفيصلية و متوسطة الضواحي ثم إعدادية الرسالة للبنين بمنطقة الدركزلية في الساحل الأيسر بالموصل ، دخل كلية الهندسة /جامعة الموصل / قسم هندسة الري والمكائن وأنهى دراسته فيها العام الدراسي ( 76-1977) بعد إكماله الخدمة العسكرية الإلزامية و التعيين معاون مهندس بمديرية مشاريع الري بالموصل
، نقل إلى كركوك بنفس الدائرة وبقي فيها مايقارب 8 سنوات , عاد بعد الاحتلال للموصل رئيس مهندسين أقدم بدائرة الموارد المائية في نينوى بعد عمله في كثير من مشاريع الري بوزارة الري .
لم نلتق لفترة طويلة بعد تخرجنا من الكلية , مشاغل الحياة اليومية فرقت بين الأحباب والأصدقاء , وعندما هممت بالكتابة عن الخطاطين المعاصرين في مدينة الموصل , استذكرت زميلنا الخطاط المهندس عبد الباري محمد سلو لكني لااعرف له عنوانا واضحا ودقيقا , اضطررت للسؤال عن الحاج ضياء(1) الذي كان يعمل معه في الإعلان الضوئي والذي زودني برقم هاتف أخيه الذي اخبرني عن مكان عمله وسكنه , وبطريق الصدفة راجعني الزميل عماد حسين(2) وأخبرته بالوقائع أعلاه واتفقنا على لقاء لاحق حيث زرنا عبد الباري بدائرته وعند مروري أمامه لم أتمكن من التعرف عليه بسبب تقدم العمر وتباعد الزمن والشيب الذي كان على فوده ورأسه , تحادثنا طويلا وكثيراوسالني عن الخطاطين وأحوالهم وعن زملاء الأمس البعيد وحدثته عنهم وارتاح لأخبارهم وقرأت عليه معظم هذا المقال وأضاف لي سنة ولادته وأسماء مدارسه الابتدائية والمتوسطة ومعلومات أخرى في هذا البحث أغنته وجعلته متسلسلا,وطلبت منه صورة حديثة ولوحة بخط النسخ لنشرها له مع كتاب الموصل وخطاطي النسخ , وعدني بتزويدي بها لكن الإرادة الآلهية كانت الأقوى بعدم تحقيقها.
كان من أوائل طلاب دورة خط الرقعة التي افتتحت على مسرح الإعدادية الشرقية بالموصل العام 1970، وزاملته فيها مع كل من الزملاء محمد باهروايادالحسيني وخزعل الراوي وزكريا عبدا لقادر وحارث محمد وآخرين ، كما تزاملنا ثانية في كلية الهندسة ، وكان لكلينا معرض مشترك بكلية الهندسة/جامعة الموصل العام 1976- 1977واللوحة المعروضة مع هذا التحقيق (بخط الثلث "افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا"مكتوبة على ورق تريس) هي من نتاجا ته في المعرض المذكور.
يتميز الخطاط المهندس عبدا لباري محمد سلو بأنه يتقن كتابة الخطوط العربية المختلفة ، وبرع في كتابة الخط الثلث وجليه ) وخاصة على لوحات الإعلانات الضوئية ،عندما كان يعمل سوية مع الحاج ضياء يونس محمد شريف (صاحب إعلانات ضياء المدينة سابقا) وكانت أعمالهما المشتركة من أبدع وأجمل الإعمال التجارية الخطية للإعلانات الضوئية في الموصل في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي والتي زينت واجهات الكثير من المحلات والمعارض في شوارع الموصل المختلفة حتى أن أعماله في الإعلان كانت الوحيدة الجيدة والمتميزة في السوق بخط الثلث فقد كان يكتب لوحات الإعلان بالجلي ثلث بقدرة جيدة وتمكن واضح فحرفه قوي ورشيق وتام عجز عن تقديمه حينها كل أصحاب محال الإعلان الضوئي في الموصل ومن الطريف في هذا الباب أن مترجمنا عبد الباري لم يتعلم الخط على يد خطاط بل تعلمه بجهد ذاتي (طلب كراسة المرحوم هاشم البغدادي( ) من بن عمته السيد طالب عندما كان في الصف الثاني المتوسط وجلس سنة كاملة يتدرب ويمشق عليها حتى تمكن من التعرف على أسرار الحروف للخطوط المتنوعة بالكراسة , بعدها اشترك بدورة خط الرقعة بمسرح الإعدادية الشرقية بالموصل شباط 1970) وهذا لعمري ديدن المبدعين والخطاطين الكبارامثال الأساتذة حامد الآمدي وعباس بغدادي.
ومن طرائف الخطاطين نذكر طرفة وقعت له مع المرحوم هاشم البغدادي العام 1973 وقبل وفاة الأخير بأقل من شهرحدثنيها الزميل المهندس عماد حسين قال : طلبت من زميلنا الخطاط عبد الباري آن يكتب لي لفظ الجلالة" الله" على قطعة كارتون وعندما بدأ الكتابة انسابت أنامله الرقيقة وراحت تخط الآية الكريمة "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم" بروحية ونفس خطي جميل كما كتب لوحة أخرى بالثلث الجلي (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) وبحروف متداخلة وجميلة , وبعدها بفترة وعندما سمعت بوجود معرض للخط في النشاط






المدرسي طلبت منه الاشتراك بالمعرض فاعتذر لانشغاله فاستأذنته في إشراك لوحتيه بالمعرض فأبدى موافقته وبعد يومين من تسليم اللوحتين استدعي عبد الباري من قبل مسؤل الخط في النشاط المدرسي الأستاذ يوسف ذنون ليذهب مع المشاركين بالمعرض لبغداد وبعد قيام المرحوم هاشم البغدادي بجولة (كونه رئيس لجنة التحكيم) بالمعرض وإطلاعه على لوحات المشاركين استغرب المستوى العالي لأداء عبد الباري الخطي وأن لوحته هي الأولى بالمعرض وطلب أن يمتحنه ليتأكد من أدائه فضيف الأستاذ يوسف ذنون والأستاذ ناجي زين الدين المصرف والأستاذ عبد الكريم الرمضان وزميلنا عبد الباري في داره وطلب من الخطاط عبد الباري أن يكتب مايحلو له على مكتبه وهكذا راحت أنامل خطاطنا وبكل انسيابية تكتب وتخط واطمأن المرحوم هاشم لهذا المستوى الرفيع لخطاط طالب في الإعدادية لكن مستواه في الخط متقدم وشكره على جهده وقدراته وطلب منه الحفاظ على هذا المستوى العالي وقال حينها المرحوم هاشم البغدادي هذه من اللوحات العظيمة لأساطين الخطاطين ولكني لااعرف الخطاط الذي كتبها وكان استغرابه هو الذي جعله يضيف الجمع المذكور ليكتب عبد الباري أمامه كما ذكرنا , بعدها أوصى المرحوم هاشم البغدادي الخطاط عبد الباري بثلاث وصايا عظيمة يمكن أن يطبقها كل خطاط يريد الوصول للقمة وهي:
1. لاتكتب الابقصب جيد .
2.لاتكتب الابحبر جيد .
3.لاتكتب إلا على ورق جيد .
ولذهول عبد الباري وقتها لم يطلب من المرحوم هاشم أن يأخذ عليه بعض الدروس والاستمرار في تعلم الخط ولنيل الإجازة فيما بعد عليه.
ومن آثاره الخطية كتابته آيات في جامع أبي بكر الصديق بالفرشاة بخط الجلي ثلث في منطقة بادوش في الثمانينات ، كما كتب خطوط جامع سرسنك بالجلي ثلث وبالفرشاة عام 1977م بدعوة من احد زملائه (هاشم الطائي).

أعقب زميلنا الخطاط عبد الباري محمد سلو أربعة أولاد ( هم : محمد "1984"خريج إعدادية صناعة ونواف "1985" طالب في الصف الرابع كلية التربية الأساسية قسم اللغة الانجليزية وأحمد"1990"الطالب في الصف السادس الأدبي وزيد"1991"طالب في الصف الثالث المتوسط, وبنت واحدة توفيت يوم 19 تموز عام 2004 والتي على اثر وفاتها أصيب زميلنا بجلطة قلبية أدت إلى شلل في يده اليمنى وثقل في حديثه لكنه تماثل للشفاء تدريجيا ثم مالبث أن أصيب بذات الرئة (3)بعد أنفلونزا حادة ألمت به,أدت إلى ارتفاع غير طبيعي في الضغط (25-26)ووصول نسبة السكر إلى "520" وتركيز عال في اليوريا ,نقل على إثرها للمستشفى (قسم الطوارئ) ليلة الجمعة 20ت2 2009 م, واستمر بمعاناة مع المرض والعلاج الاضطراري لحين مفارقته الحياة ليلة عرفة وذلك مساء يوم الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009 , تغمده الله برحمته الواسعة والهم أهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المقالة منشورة على صفحات مجلة موصليات التي يصدرها مركز دراسات الموصل /جامعه الموصل