السبت، 29 نوفمبر 2014

علي الراوي الموصلي..الخطاط..شيخ القراءات...الشاعر المعلم ...الخطيب..العالم في أصول الدين.. استذكار في الذكرى الثالثة لوفاته التي توافق اليوم الخطاط المهندس عبدالرزاق الحمداني


علي الراوي الموصلي..الخطاط..شيخ القراءات...الشاعر المعلم
...الخطيب..العالم في أصول الدين..
استذكار في الذكرى الثالثة لوفاته التي توافق اليوم
                                                              المهندس عبدالرزاق الحمداني
الشيخ علي بن حامد بن عبد المجيد بن سليمان بن الشيخ أحمد بن الشيخ رجب الصغير بن الشيخ عبدا لقادر بن الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي دفين مدينة راوه في أعالي الفرات في العراق , ولد في محلة الشفاء بمدينة الموصل ليلة الاثنين25 شعبان1363الموافق14آب1944, تعلم في مدارسها، تخرج من معهد إعداد المعلمين في الموصل سنة1965، عين معلما في الشرقاط بعد تخرجه و نقل بعدها لمركز المدينة , نسب للتعليم بمدرسة الاستقلال الابتدائية بمحلة الشفاء
(التقيته فيها  العام1974 م , وهي تقع خلف مطبعة الجامعة ابن الأثير) , ثم نسب لتدريس الخط العربي بمعهد الفنون الجميلة بالموصل لخمس سنوات متتاليات , لحين إحالته على التقاعد سنة (1990) بطلب منه , ألقى محاضرات على طلبة أقسام اللغة العربية في كليتي الآداب والتربية , التزم عددا وفرا من التلامذة برزوا في الخط منهم :(عمار عبد الغني الرفاعي ومروان خضر الحربي وعبد الرزاق الحمداني (أجيزوا من الراحل شيخ وخطاط الأجيال حامد الآمدي) وعامر ألجميلي وعبد الحميد حسين وذاكر الحمدوني)وأجاز منهم كل من: (مروان خضر الحربي وزكريا عبدالقادرحمودي وعلي حسان وصلاح الدوسكي ومحمد عبد المطلب (في جميع الخطوط) وعمار الدليمي(في التعليق) .
حدثنا عن مشواره مع الحرف والخط العربي دارسا ومدرسا تلميذا ومعلما ومنذ البدايات الأولى له يقول : وبعد إكمالي وتمكني من حروف النسخ والثلث والخطوط الأخرى وعندما رأى الأستاذ يوسف ذنون اتقاني وإجادتي لحرفي , عرض علي الإجازة , فأعددت نصوصها بإشرافه وأجازني بها / ربيع الثاني1398ثم رخص لي بكتابة خطوط الجوامع على الحجر وكان يحول لي الكثير منها....
ويكمل الحديث : ثم حصلت على إجازة ثانية من الخطاط المكي(الاربلي الأصل , ت :1980)  محمد طاهر الكردي تلميذ الشيخ عبدا لعزيز الرفاعي قال لي مشيدا مستحسنا لخطي في إجازته لي : (أن خطك كسلاسل ذهب ) . ..
 في صيف عام 1979توجه الأستاذ يوسف ذنون لزيارة الآمدي وعرض عليه صورة إجازتي فاستحسنها وأضاف عليها من دقائق خبرته فصحح بعض كلماتها توسعة لمداركي, وبعد عودته أرسلت للامدي نصوص إجازتي مع المرحوم زهير محمد صالح الخطاط فكتب لي إجازة نفيسة ونبهني بالقلم الرصاص إلى تغيير بعض صور الحروف فأعدت كتابتها وقام بزخرفتها الفنان البارع (علي اللامي البغدادي)  .      
  أصدرمركز الأبحاث (ارسيكا)  التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي باستانبول في العام 1982وذلك بعد وفاة الآمدي(رحمه الله) فيلما وثائقيا عن الأيام الأخيرة لحامد الآمدي (وظهر فيه وهو يتكلم ويخط) كما عرضت لوحاته الورقية والجوامعية موثقة بحديث مدير المركز د.أكمل الدين أحسان (أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الحالي) والمؤرخ الناقد الفني للخط الأستاذ مصطفى اوغردرمان والخطاط حسن جلبي , وذكر في الفلم أسماء الكثيرين من تلامذة حامد في تركيا (حليم وحسن جلبي وخسرو صوبا شي) وفي البلاد العربية (هاشم البغدادي ويوسف ذوا لنون وعلي الراوي ) , وقد نقل نص الحديث الدكتور محمد حرب في موضوع (حامد آخر الخطاطين العظام)  المنشور  في مجلة العربي الكويتية (العدد290 والصادرة في ك2/ 1983م )  , فجزى الله أستاذنا حامد الآمدي كل خير على أمانته وتشجيعه.                                             
وعن المشاركات في المعارض والمسابقات يقول:شاركت في مسابقات مركز الأبحاث في استانبول لأربع مسابقات متتاليات , حصلت فيها على ثلاث جوائز, ولقد حصلت على جائزة في مهرجان بغداد العالمي للخط والزخرفة الإسلامية , وجائزة أخرى في مهرجان أربيل الثاني 2000, وشاركت في مسابقة كتابة مصحف قطر في الدوحة(2002),و حصلت على مكافأة المشاركة , كما شاركت في معارض محلية وقطرية عديدة.
كتب وصمم المئات من عناوين الكتب والاطاريح والرسائل الجامعية خلال عمله الطويل(من 77_ 2001) في مطابع  الجامعة والزهراء والجمهور بالموصل .
وعند الحديث عن الكراريس الخطية التي أنجزها يقول: كتبت كراسة في خط التعليق زادت صفحاتها على الثمانية صفحات وهي المنشور صفحتين منها مع هذا التحقيق ، ويأمل أن تكون من الكراسات المعتبرة عند الخطاطين .  
كتب على الحجر خطوط العشرات من الجوامع (أكثر من مائة جامع) في كثير من مدن العراق ولا يزال , ومن أشهرها في الموصل (جامع الزهراء والشيخ فتحي وصلاح الدين الأيوبي وبلال الحبشي وبوابة جامع النبي جرجس وذي النورين وجامع الروضة المحمدية والصواف وواجهة جامع اليقظة الإسلامية) و(جامع مصعب بن عميروالفتح والهدى وأبي بكر الصديق) في تلعفر و(جامع دلال الكبيسي) في بغداد و(جامع الشيخ رجب الراوي الرفاعي ) في راوة و(جامع الشيخ عبدا لعزيز سالم السامرائي ) في الفلوجة, وغيرها كثير.
وعند الحديث عن دراسته لعلوم التجويد والقراءة يقول : تلقيت علم التجويد على علامة زمانه المرحوم الشيخ محمد صالح ألجوادي, في جامع الرابعية ومسجد العقبة برواية حفص, وكان يثني على حلاوة صوته, ولم يكن موفقا معه في الأداء, لازمه من سنة (1968وحتى وفاته (رحمه الله) سنة1973م) وكان آخر ماقرأعليه : (ياموسى أقبل ولا تخف انك من آلا منين) , فأكمل على زميله الشيخ يونس الطائي (رحمه الله) ختمته برواية حفص, كما أخذ عليه القراءات السبع ختمه كاملة وأجازه في12 ربيع الاول1403 الموافق1983, في جامع اليقظة ولقبه ياقوت القراء , وقد أرخ هذه الإجازة الأستاذ  الشاعر حسين قاسم الفخري (رحمه الله)  بقوله:
قلت أرخ رباه أنت سميع                           هب عليا لسان صدق عليا 
ومارس الإقراء في جوامع ومساجد عديدة , ومازال يدرس التجويد والقراءات في داره في منطقة الموصل الجديدة , أجازفي القراءات السبع ( أخاه الأصغر عبدا لغني سنة (1409) هـ بجامع بكر أفندي ولقبه فتح القراء وقد حضرت عددا كبيرا من دروسه والأجازة , والشيخ صادق محمد محمد ألمزوري ولقبه علم القراء والشيخ الدكتور عبدا لستار فاضل ألنعيمي بعد وفاة شيخهما ولقبه أمل القراء), سافر للفلوجة سنة1415  بطلب من الشيخ خليل محمد الفياض وأجاز عددا من تلاميذها في جامع والده بالقراءات السبع وهم الشيوخ (أحسان لطيف الدوري ولقبه شمس القراء, وأحمد حسين العيساوي ولقبه غيث القراء,وسامر سلطان الكبيسي ولقبه درة القراء, ومحمود محمد ألجميلي ولقبه تاج القراء, وكامل عبدا لحافظ الكبيسي ولقبه بدر القراء, وأحمد مكي العيساوي ولقبه نجم القراء, ومأمون شعبان خليل الراوي ولقبه فيض القراء) , كما أجاز الكثير من التلاميذ بالموصل بقراءة حفص عن عاصم منهم (عبدا لرحمن ياسين الحاج حياوي وأخوه مؤمن و مقداد عبدا لله ألعبادي والشاعر الكبير الشيخ صلاح الدين عزيز (رحمه الله), وعلي أحمد السبعاوي وآخرين.
كما درس التجويد في ثانوية الدراسات الإسلامية بالموصل, وأقام دورات صيفية لتجويد وتحفيظ أجزاء من القرآن الكريم من سنة (1975 ولغاية سنة 1992) م,في جوامع ( العريبي وبكر أفندي والصديق والنبي شيث والعلي ) .

وعند الحديث عن دراساته للعلوم في أصول الدين تبين أنه :
درس العلوم الشرعية (العقلية والنقليةمن فقه وحديث وعقائد وعلوم اللغة والمنطق) ولازم أعلام الموصل ( العلامة المرحوم عثمان محمد عبيد الجبوري لحين وفاته سنة(1984), كما لازم ولعدة سنوات مجلس الشيخ ذنون البد راني والشيخ محمد ياسين السنجاري , والذي أجازه في ربيع الأول (1425) , كما أجازه في السنة نفسها بعد مراجعته له مدة طويلة , مفتي العراق المقيم في الحضرة الكيلانية الشيخ (عبدا لكريم المدرس)  رحمة الله عليهم جميعا.
أصبح خطيبا في جامع فتحي العلي والإمام محسن وعبدا لله سعيد وخزام وغيرها من الجوامع منذ عام(1981م) ولحد الآن .
تلقى علم العروض على الشاعر المرحوم حسين الفخري وعلى الاستاذ الدكتور عبدا لله الظاهر الأستاذ في جامعة الموصل (عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الموصل حاليا)  , فصقل الأخير موهبته وأفاده في هذا الفن كثيرا حتى تمكن من النظم في معظم بحور الشعر المختلفة .

 واليك أبيات شعرية تأسرك في قصيدته الرائعة (ذرى الإبداع )والتي يصف فيها ما يعانيه أهل الخط في مشوارهم الطويل، وتجعلك تعيش معها وبها ومن خلالها ،رحلة طويلة مع الحرف العربي سحره ،محاسنه ،أنواعه ،خيالاته ،أساتذته ،مبدعيه ، وقد اخترت لك منها :
للخط سحر جميل الـشكل ينطقه                      لا تعذلوني لحب الحرف أمشقه
إن اقبل الصبح أغراني بطـلعته                       وفي المساء يناجـيني فأوثقه
أنواعه بهرت عقلي بروعتــها                       وكيف لا وفريد الحـسن رونقه
كحلت عيني زمانا في محاسنـه                      يكاد يغرقـني فـني وأغرقه
قد هام قوم به دهرا وما انكشفت                    من بحره لرؤى الغواص أعمقه
ملّوا الحياة وما ملت أناملهم                         صوغ الخطوط بسحرعزمنطقه
وارخصوا الروح في تزويق صبغته                  بانمل فـذة ظـلت تـنـمقـه
جفت عيون وما جفت محابرهـم                      من المداد الذي للحرف تغدقـه
أقطابه (راقم سامي وحامدهــم                        وهاشم )بعدهم للـخـط يحذقه
حلــيمهم جهبذ شوقيهم فـطن                         عزيزهم متقـن عباس يـنطقه
ويزيد في حديثه معي  وألقيت محاضرات في القراءات السبع وعلم التجويد, وأرخت كثيرا من
,المناسبات منها وفيات البعض من الأعلام في مدينتي , وطبعت من تأليفي كتاب (دليل الحاج والمعتمر) ولازلت (ولله الحمد والمنة ) مواظبا على التعلم والتعليم,وقد أجزت بما تلقيته عن مشايخي وأساتذتي من وجدته أهلا من تلامذتي, وأساله تعالى حسن الخاتمة في الدنيا والآخرة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ان ظاهرة الجمع بين أكثر من هواية ومهنة وموهبة تبدو واضحة في مدينة الموصل ومنذ زمن بعيد وتأريخيا لا بل أن الموسوعيين يظهرون بكثرة فيها على مر العصور وما الشيخ الأستاذ علي الراوي إلاأحدهم ...
وقد حاولت من خلال لوحته ( وأقم الصلاة لذكري) والتي نشرتها عبر هذه الصفحه أن أسبر أغوار هذه الشخصية الفذة وأوضح مكامن وإبداعات مترجمنا ولو بعجالتي هذه فقد زاملت الرجل لأربعة عقود وأطلعت على إمكانياته الرائعة في فن الخط العربي وفي علم القراءات وفي علم أصول الدين والشريعة وفي قصائده الشعرية الجميلة والبديعة وفي تعليمه وتدريسه الطلاب من خلال المدرسة والمؤسسة التربوية.

آخر مشاركاته في المعارض الخطية : كانت بمعرض حدائق الخطوط على قاعة النشاط المدرسي لمديرية تربية نينوى / للفترة مابين (5-7 ) ت1 2010 مع عدد من أساتذة ورواد الخط بالموصل بلوحتين واحدة بخط الثلث ( سورة الفاتحة ) والأخرى جلي ثلث(واعتصموا بحبل الله جميعا  ) مع زخرفة جميله.
آخرمشاركاته (يرحمه الله ) بمعرض المهرجان الوطني للخط العربي والزخرفة الاسلامية مع تسعين خطاطا عراقيا بلوحة بخط الجلي ثلث ( وماعندالله خير للابرار) في مدينة النجف ضمن الاحتفالىبفعاليات النجف الاشرف عاصمة للثقافه الاسلامية للفترة من ( 26-28 تشرين الثاني 2011 ) .
وهكذا يرحل صديق الصحف و المصاحف والأقلام  والشعر والمنابر....رحل الشيخ علي حامد عبد المجيد  الراوي ( يرحمه الله)
فقد شيعت  مدينة الموصل بمثقفيها من علماء وقراء وأدباء وخطاطين وفنانين ومثقفين وآخرين يوم الثلاثاء :الرابع من شهر محرم الحرام لعام 1433 هجرية الموافق لليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني  لعام 2011 ميلادية أحد فلذات كبدها وفقيدها وأبنها البار الخطاط المبدع وشيخ القراءات والعالم الجليل الشيخ علي حامد الراوي الرفاعي لمثواه الاخيرفي مقابر الموصل الجديدة وليدفن بجوار شيخه في القراءات وزميله في طلب العلم وصديقه الشيخ يونس بن إبراهيم الطائي ( رحمهما الله برحمته الواسعة) وبفقده فقدنا علما بارزا وبيرقا خفاقا وشيخا جليلا وشاعرا معتبرا وخطاطا متألقا وشيخا في القراءات  وعالما كبيرا.
تعرفت على شيخنا الشيخ علي حامد الراوي ( يرحمه الله) شتاء العام 1974 من خلال الخطاط الشيخ إبراهيم المشهداني فقد كنت في زيارة لمشغل الشيخ إبراهيم المشهداني بمدرسة الحدباء الابتدائية واستوقفتني لوحة جميلة بالجلي ثلث( ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) منقولة عن لوحة شيخ الخطاطين سامي أفندي وكان توقيع (علي) عليها سألت الشيخ المشهداني عن الذي خط اللوحة وقلدها فقال هو أخونا ( الخطاط علي الراوي) وهو معلم في مدرسة الاستقلال التي تتناوب معنا بالدوام في هذه البناية  بمحلة الشفاء خلف مطبعة بن الأثير لجامعة الموصل, تعرفت إليه بعد أيام وكانت لي  معه صحبة أخوة طويلة وتلمذة وزمالة وصداقة منذ ذلك التأريخ ..... ومافرقتنا الأيام  إلا ليوم واحد قبل رحيله في ذمة الله  لدار الخلود   .

وأورد لكم من قصيدة الشيخ إبراهيم المشهداني (الذي شاركنا مراسيم التشييع لمثواه الأخير يوم 29/11/2011)  وقرأها خلال مراسم الدفن ومنها هذه الأبيات:

علي قد سرى يوم السعيد              
                            إلى الرحمن بالعمل المفيد
سيرضيه الإله بكل خير                
                            ويحضى بالجنان بكل جيد
جزاك الله في الجنات قصرا             وبوأكم من الفضل السعيد   

مع كاتب السطور بمهرجان النجف للخط العربي 28 تشرين الثاني 2011


احدى مشاركاته بمسابقة ارسيكا فاز بها بجائزة تقديرية

علي الراوي مع الاستاذ هاشم البغدادي مرحلة التلمذة  

بمهرجان النجف للخط العربي يوم 27 تشرين الثاني 2011 مع الاساتذة د.روضان بهية وكاتب السطور وشاكر خالد والاستاذ جاسم النجفي والاستاذ نسيم 


صفحتين من كراس الخطاط علي الراوي الموصلي بخط التعليق


مشاركة الخطاط علي الراوي بمسابقة مصحف قطر بخط النسخ نيسان 2002

بوابة جامع ذي النورين بخط الشيخ علي الراوي الموصلي 


كتابي عن الاستاذ علي الراوي /   بانتظار طباعته


اجازة الخطاط علي الراوي من الاستاذ حامد الامدي يرحمهما الله برحمته الواسعه


                       
وأعطاك الإله مقام صدق          
                             وباعدكم من الألم الشديد
لقد أمضيت عمرك في دروس      
                                  تعلم للأنام لمستفيد
وقد عاصرته بود وصدق                
                            ويحلو بيننا أثر القصيد
وها أرخ قرينا بالمزيد      
                         وهجرتكم مع العام الجديد

 المقاله منشورة على صفحات مجلة مناهل جامعية التي تصدرها جامعة الموصل بعددها ( 44 في كانون الثاني  2012 )