الجمعة، 13 يونيو 2014

معمل سمنت بادوش القديم .. و.. قصة السمنت في الموصل

معمل سمنت بادوش القديم .. و.. قصة السمنت في الموصلـ 


                                         المهندس عبد الرزاق  الحمداني

لجان الفحص والتعيير  في المعمل

معمل سمنت بادوش القديم خلال عملية الانتاج

مهندسوا الصيانة في المعمل 

 ـ             
ـ              

 يرجع الفضل لتأسيس صناعة السمنت في الموصل,الى أحد أبناء المدينة البررة رجل الخدمات العامة الوجيه والصناعي والتاجر المعروف الحاج مصطفى الصابونجي،حيث تكونت لديه قناعة اقتصادية بجدوى إنتاج السمنت، لتتحول هذه الصناعة فيما بعد الى مفتاح لقطاع الصناعة والعمران في مدينة الموصل خاصة وفي العراق عامة،لقد تم تداول هذه الفكرة مع عدد من زملائه التجار في غرفة تجارة الموصل واتفق الجميع على المشاركة في تأسيس شركة تقوم بإنتاج السمنت في مدينة الموصل (بادوش) عرفت فيما بعد (بشركة سمنت الرافدين المساهمة) وكان رأسمالها حينما تأسست مليون ومائة ألف دينار عراقي، حصلت الشركة على المصادقة على عقد التأسيس العام (1953) بخط إنتاجي متواضع يقوم بإنتاج (300 طن/يوم) ويعمل بالطريقة الرطبة، وهي الطريقة القديمة لإنتاج السمنت، وتم التعاقد مع شركة (polysuis a.g) الألمانية بتنفيذ المشروع، وبدأ العمل بالإنتاج الفعلي شهر تشرين الثاني سنة(1955)، وبدخول الإنتاج يومه الأول تم التعاقد مع نفس الشركة لتوسيع المعمل بإضافة خط مماثل للأول والذي أطلقت عليه الشركة اسم (mofa) وهي أحرف مختصرة للاسم العربي لمعمل الموصل، في حين أطلقت اسم (mover) أي توسيع معمل الموصل على الخط الثاني، واستمرت إدارة المعمل معتمدة على الكادر الألماني لحين استلام المعمل من قبل الكادر العراقي بين عامي(1963-1964) والذي قام بدوره برفع الطاقة الإنتاجية للمعمل الى فوق طاقتها التصميمية .
للفترة خلال الأعوام (1984-ولغاية بداية العام 2002) أوقف معمل سمنت بادوش القديم عن الإنتاج بسبب تقادمه وكذلك لعدم الحاجة لطاقته الإنتاجية المتواضعة، وقد أعيد تشغيله بعد تأهيله محليا مطلع العام (2002) حيث تمت إعادة تأهيل الخط الأول وتم افتتاحه في (11 آذار2003 ) ونم إعادة تأهيل الخط الثاني العام (2005)، اضافة لتشغيل معمل الأكياس الورقية أواخر شهر( تموز سنة2002 ).ـ 
ضم المعمل إضافة للخطين الإنتاجيين (الفرنين)، معمل الأكياس الورقية الذي يقوم بدوره بإنتاج بحدود تقريبية (50000) كيس يوميا) لكنه متوقف في الوقت الحاضر).ـ  
مدير المعمل/رئيس المهندسين الأقدم السيد محمود شيت أحمد كان مديرا لأعمال تأهيل معملي السمنت القديم والأكياس الورقية منذ بداية العمل بتأهيلهما بتأريخ (2 شباط 2002) واستمر بمسيرته مع المعمل، التقيناه في أحد مواقع العمل بالمعمل وحاورناه عن طبيعة العملية الإنتاجية والتسويقية والمعوقات و..و..حدثنا قائلا:ـ 

باشرنا بالتأهيل بداية شهر شباط العام 2002، وبكادر عراقي (100%) إضافة لذلك فان جميع الكادر الفني والهندسي الذي شارك في أعمال وعملية التأهيل كان حديث العهد بالعمل على السمنت بل ومن الطاقات الشابة ومن الخريجين الجدد ومن الذين تم تعيينهم بعد هذا التأريخ، عدا أعمال التوجيه والمشاركة لبعض خبراء السمنت في الشركة، وكان للدعم اللامحدود لمجلس إدارة الشركة متمثلا بالسيد المدير العام(وقتها) الأستاذ علاء الطفيلي ومعاونه الأستاذ حسن محسن عبيد/المدير العام الحالي، مما له الدفع الكبير والمشجع في إكمال تأهيل وتشغيل المعملين المتوقفين منذ العام 1984 وبهذه الكوادر العراقية حديثة العمل على صناعة السمنت، علما بأننا باشرنا بالتأهيل مباشرة دون أية خطة عمل أو برمجة سابقة حيث تم استلام موقع العمل والمباشرة الفورية بأعمال التأهيل والتصليح وإعادة الأجزاء المرفوعة والأنقاض و..و مع العلم كان هناك نقص كبير وواضح ومعروف في المكائن والمعدات والورش والمكتبة الفنية والمخططات والتي بدأنا بعدها بتهيأتها وجلب المنقول منها الى معامل أخرى (معمل سمنت حمام العليل القديم خاصة) وتصنيع غير المتوفر منها محليا وبجهود ذاتية بحته، كما تم إعداد مخططات جديدة من موقع العمل على ضوء الحاجة إليها، كما لا يفوتني أن أذكر ان معمل سمنت بادوش القديم هو أول معمل تم إعادة تشغيله بعد الاحتلال، حيث تم التشغيل شهر حزيران سنة 2003 وبهذا نكون السباقين على كافة معامل القطر في هذا المضمار.ـ                                                                       

كان من أهم أهداف تأهيل وتشغيل المعمل هو استقطاب الأيدي العاملة والقضاء على سوق البطالة، وهذا ماتحقق فعليا حيث تم تشغيل أعداد كبيرة من العاملين على الملاك الدائم والمؤقت والأجور اليومية بالإضافة الى المشاركة في العملية الإنتاجية بإنتاج سمنت عالي الجودة ذو نعومة فائقة معروفة ومرغوبة في السوق المحلية.ـ

وفي حديثه عن معمل الأكياس الورقية تطرق السيد محمود شيت أحمد/مدير المعامل قائلا: المشكلة في العملية الإنتاجية لمعمل الأكياس الورقية هي نوعية وجودة الورق المستخدم، حيث أن الورق المستخدم والذي يتم العمل عليه حاليا قديم وتم جلبه من معمل ورق ميسان وبمواصفات دون الوسط، وهذا أدى الى تقليل الإنتاج وزيادة التلف والهدر والضياع في الأكياس المستخدمة، فلو تسنى لنا مثلا استيراد ورق جيد من مناشئه الأصلية المعروفة، لكان الرقم الإنتاجي ارتفع وأصبح أكبر بكثير من أعداد الأكياس المنتجة حاليا، علما بأننا استخدمنا الصمغ والتحبير من مناشئ محلية ووفقنا للقيام بتطوير الختم الخاص بالشركة على الأكياس وتلوينه بألوان مختلفة (لكل معمل لون معين خاص به).ـ
وعند سؤالنا عن كيفية التجهيز والتسويق للمواطنين :أكد السيد مدير المعمل على أن إدارة المعمل والعاملين فيه يقومون بإنتاج السمنت وليس لإدارة المعمل ولا للعاملين بالمعمل علاقة مباشرة بالتسويق، حيث أن التسويق يتم من دائرة أخرى، ونقوم بالتجهيز للمواطنين ودوائر الدولة الأخرى فقط على ضوء القطوعات المرسلة من قبل قسم التسويق لنا، أي أننا نخضع لخطة تسويقية معدة من قبل الإدارة العامة والتي بدورها تخضع لخطة الوزارة بهذا الصدد.ـ
إن المصاريف التي أنفقت على تأهيل وتشغيل معملنا لا تمثل (10%)  من المبالغ التي كانت ستصرف لو كان التأهيل والتشغيل خارجيا، وهذا فخر كبير للشركة ولنا كوننا وبجهود ذاتية وبمبالغ بسيطة تمكنا واستطعنا من إعادة تأهيل وتشغيل معاملنا (معمل سمنت بادوش القديم ومعمل الأكياس الورقية) وفي ظروف معروفة بصعوبتها.ـ                           
وعند سؤالنا عن تأثير المعمل وإنتاجه من السمنت العالي الجودة على المنطقة والبيئة المحيطة؟ أجاب السيد محمود شيت أحمد/ مدير المعمل قائلا:ـ
من ناحية تأثير معملنا على البيئة والمنطقة المحيطة بنا فان هذا التأثير طفيف جدا ومعدوم بل وانه غير محسوس كون معملنا يعمل بالطريقة الرطبة في انتاج السمنت وهذه الطريقة معروفة بعدم ضررها على البيئة، وأضاف السيد مدير المعمل قائلا: ومن الأمور المستحدثة خلال أعمال التأهيل هي تطوير التشغيل اليدوي أو ألموقعي في أقسام وشعب المعمل الإنتاجية المختلفة إلى تشغيل مسيطر عليه من بعد من خلال غرفة السيطرة المركزية مع وجود أنظمة سيطرة وتحسس موقعيه يتم التعامل معها من بعد.  كما تم تأهيل محطة ضخ الماء الواقعة على نهر دجلة وإكمال نواقصها، كما تم تنفيذ محطة مراجل زيتية خاصة بخطي الإنتاج الأول والثاني (الفرنين) بدلا من المراجل البخارية القديمة تنفيذا مباشرا وبالإمكانيات المحلية المتوفرة، وقمنا بإكمال المنشآت الخدمية التي لم تكن موجودة أو متوفرة سابقا ومنها مطعم متطور ذوجناحين وبقدرة استيعابية بحدود (300 شخص)، وأبنية خدمية تشمل منازع وحمامات ومرافق ومكاتب للأقسام وشعب الصيانة والإنتاج وأبنية في محطة ضخ المياه، ودار ضيافة مع ملعب داخلي ومدرجات على سفح النهر قرب الدور السكنية وشوارع وساحات . وأخيرا يضيف السيد مدير المعمل قائلا: قمنا بالإشراف على تنفيذ محطة توليد كهرباء بطاقة (16) ميكا واط كمرحلة أولى مخصصة لمعمل سمنت بادوش الجديد وسيتم إشراك معمل بادوش التوسيع حال إكمال المرحلة الثانية من العمل، علما بأنه تم تشغيل هذه المحطة وربطها للعمل شهر تشرين الأول سنة 2006.ـ

الجمعة، 6 يونيو 2014

المستقــــــــبل

                المستقــــــــبل

                                                          المهندس عبد الرزاق الحمداني

                                                     
في الأحاجي يقولون عنها , شيء أمامك ولاتراه ... وهذه الكلمة ترادف الأيام القادمة , وهي تجعلك تعيش بها ومعها حلماً دائماً عما سيجري ويقع في القابل من الأيام  ونحن نعلم أن من لا حاضر له لا مستقبل له .. ومن كان حاضره مؤلماً فأن مستقبله مرهون بذات الحاضر الذي يعيشه قد يكون مؤلماً وقد يكون مشرقاً وهذا ما يتمناه الجميع ....
 وكلمة المستقبل أسم مشتق من الفعل استقبل يستقبل فهو مستقبل وتكون اسم فاعل وأما مستقبل فالكلمة تكون هنا اسم مفعول وهكذا يكون تصريف الكلمة لغوياً .
 أما أن كانت هذه الكلمة تعني أسما لمدرسة فهي تعني وجود وحياة وبناية وصفوف وقاعات وساحات وأشياء كثيرة أخرى , تعني أوقاتاً لآلاف من الطلاب الذين درسوا على مقاعدها وتخرجوا منها وغادروها في أزمنة وأوقات مختلفة , أحلاماً ملأت أفكارهم وأوقاتاً شغلتهم وحياة عاشوا فيها ومن خلالها , وأياما وليال كانت قد مرت بهم وهم يعانون ويحاولون من خلال دراستهم التي أمضوها في صفوفها وبين أروقتها . هؤلاء الطلاب القادمين من أحياء ومن مناطق ومدارس متوسطة في المدينة متنوعة ومتفرقة ومختلفة , يشتركون على مقاعدها في رسم أحلامهم .. في قضاء أوقاتهم .. في متابعة وتحضير دروسهم .. في تعلم كل جديد .. في تطوير قابليتهم .. في توسيع مداركهم .. في دخولهم وتعرفهم لعوالم مختلفة من المعرفة والتربية والعلوم ...
بالأمس القريب مررت بالقرب من تلك الإعدادية التي تحمل هذا الاسم المشرق فاعتصرني الألم وتملكني شعور بالحزن والفاجعة الماثلة أمام عيني , هذه المدرسة .. هذه الاعدادية العريقه..هذا الصرح العلمي التربوي العظيم , أصبح ركاماً .. أرضا جرداء ... أحلامي وأحلام أجيال من زملائي سرقت ... تأريخي وتأريخ المئات من زملائي في المسيرة الطلابية ذهبت أدراج الرياح ... تبخرت .. وانتهت , هنا على الجدار الخارجي للقاعة الرئيسية في الإعدادية كانت لوحة الفنان الأستاذ بشيرطه وماتحلمه من عمق المسيرة والحركة الطلابية وتواصلها و حيويتها (والمنشورة صورتها مع هذه الاسطر)...هنا مجمع الإدارة .. وهناك المختبرات العلمية .. وهذا الحانوت .. وفوق هذه جميعاً صفوف المراحل الثلاث الرابع العام والخامس والسادس بفرعيه العلمي والأدبي في طوابقها السامقة الثلاث .....
 كم قضينا فيك من أيام .. وكم كانت لنا فيك من صباحاتنا المشرقة ... مالا يحصى عدداً ولا يدرك أمداً ... ولا يقدر بثمن .. ولا يفوت . جميعها انتهت وتحولت إلى أرض يباب ولم يبق منها إلا السياج البائس الذي يدلك على أطرافها وعلى من كانت تعج به هذه البقعة من الأرض بحيوية ممن كان فيها وممن هوفي داخلها .
 في استذكاري للأساتذة الكرام الذين كانت لوقفاتهم التربوية ولتوجيهاتهم الأبوية ولمسيرتهم التعليمية معناً الشيء الكثير: فمدرسو اللغة الانجليزية مثلاً كان قدوتهم الأستاذ عبد الله العمري وفي درس التربية الدينية كان المرحوم الداعية الأستاذ   عبد الرحمن إسماعيل المرشد الروحي للطلاب وفي التاريخ كان الأستاذ هشام الدباغ يصول ويجول وهو يحدث في تاريخ أوروبا كما كان يصول ويجول في ممرات المدرسة يتابع الطلاب كونه أحد المعاونين مع الأستاذ عبد الجواد الأمين المعاون الإداري كما كان لوقفات الأستاذ محمد طه الشيء الكثير في درس مادة الجغرافية وفي الحديث عن الاقتصاد , وكان المرحوم الأستاذ الفنان عبد الستار الشيخ مدرس مادة التربية الفنية صديق جميع الطلاب وتربطه معهم علاقات هي أكبروأسمى من علاقة الأستاذ بالطالب والصديق بالصديق فكان يلازمنا في المباريات الرياضية مشجعاً ومسانداً ومعاضداً وناقداً وكان مدرس الرياضة الأستاذ مقصود خليل وكلمته المشهورة (ولد) والتي كان يطلقها عند مناداته للطلاب (صورته المرفقه مع فريق المستقبل بكرة القدم للعام 1973في ملعب الادارة المحلية بالموصل ), وكان الزميل قصي حسين مساعدا لمختبر مادة الكيمياء والفيزياء في حين كانت الإدارة منوطة بالأستاذ إسماعيل جمعة خميس وو....
هذا الصرح العلمي التربوي ... رفد الجامعات العراقية .. وكلياتها المختلفة والكليات العسكرية والعراقية والبعثات والزمالات بأجيال ... وأجيال أصبحوا قادة وعلماءً وأعلامًا ودعاة ومفكرين وإعلاميين وأطباء ومهندسين ومحامين وقضاة وفيزيائيين . وكيميائيين ... وكثير غيرها من الاختصاصات العديدة يشار لهم بالبنان .. انتشروا في بقاع الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها , يملؤهم حب الوطن وغيرتهم عليه .. ويوجههم ماتربوا عليه في مقاعدها وما ترسخ في ضمائرهم وعقولهم من أفكار خلاقة للتطوير والتجديد والإبداع في بناء الوطن في القابل من الأيام , نذكر منهم على سبيل العد لا الحصر الداعية والمربي الأستاذ الشيخ إبراهيم النعمة , والمذيع والإعلامي المعروف فيما بعد سعد البزاز صاحب قناة الشرقية وجريدة الزمان , والذي كان مدرس العربية الأستاذ إدريس مصطفى كثيراً ما يهزر معه في درس العربية ,وكان الزميل الدكتور باسل ذنون استشاري الباطنية العالمي المعروف واحد زملائنا في فريق كرة القدم بالمدرسة بضربته الشوت المشهورة من منتصف الساحة لتدخل هدف الإعدادية الشرقية واعتذر لزملائي ممن لم اذكرهم فجميعهم جدير بالذكر والتقييم في هذه العجالة .....وعذري فيها ... أنها لا تتسع .
وإذا كان قد لحق المغول والتتر العار في التاريخ كونهم دمروا دولاً وحضارات ومدناً ودمروا من ضمن ماد مروه مدارس بغداد العديدة والمنوعة النظامية والمستنصرية وغيرها فأن العار الذي لحق الأمريكان اليوم اكبر على فعلتهم الدنيئة بقصف إعدادية المستقبل بقذائف موجهة بالليزر "" بحجة أنها تحوي وتؤوي قوات عراقية وعراقيين مقاومين خلال الغزو الأمريكي للعراق آذار ونيسان 2003
فريق اعدادية المستقبل بكرة القدم  بمعية الاستاذ مقصود خليل( ملعب الادارة المحلية بالموصل 1973)
الوقوف :خالد وعبدالرزاق ومجيد وعقيل واسامة وعبدالباسط ومهند والاستاذ مقصود خليل
الجلوس من اليميم: هيثم ومؤيد وهشام وحميد وحازم وعامر



مع العلامة الدكتور احمد عبدالستار الجواري وزير التربية السابق وزير الدولة حينها
 والاستاذ يوسف ذنون 9 شباط 1975 بمعرض الخط العربي لمديرية التربية  بالموصل
.
أننا ومن خلال هذه الصفحات .. والأسطر ..نطالب قوة الاحتلال بإعادة أعمار هذه المدرسة بل وبالتعويض عن كل مادمرته آلتهم العسكرية الهمجية ... أننا نطالب بخروج القوات الغازية نهائياً أولا دون قيد أوشرطً .. وبإعادة أعمار العراق ثانياً والتعويض كما حصل في الحربين العالميه الأولى والثانية بمشروع مشابه لمشروع مارشال في إعادة أعمار ألمانيا واليابان عقب الحرب العالمية الثانية , فالاحتلال وقوات الغزو التي جاءت عبر البحار وعبر آلاف الكيلومترات هي التي أوصلتنا إلى مانحن فيه من خلال فرض الحصار الجائر علينا من العام (1990) ثم الاحتلال المباشر والذي أنهى ودمرا لبنى التحتية للبلد .. والتي نطالب بإعادة إعمارها , القانون الدولي يقر لنا بذلك , ونحن ندفع تعويضات للكويت وللآخرين من القاصي والداني وكما ادعوا زورا وبهتانا علينا, وأقرها علينا المجتمع الدولي من خلال قرارات فرضتها الأمم المتحدة علينا (والذي لابد من إعادة مناقشتها ثانية) فلماذا لانعوض نحن عن تدمير بلدنا من قبل المجتمع الدولي والأمريكان خاصة , وإذا نكص المجتمع الدولي وهيئاته وتقاعس في ذلك فأن التدمير الذي سيقع على بلدنا سيكون تأثيره قد حل بنا ثلاث مرات الأولى في الحصار والثانية في القصف والتدمير خلال الغزو والثالثة عند ترك البلد يعاني من هذه الآثار المدمرة التي حلت به , صحيح أن المجتمع الدولي لم يعط الأمريكان الحق في احتلال العراق ولم يوافق على ذلك بقرار أممي , لكن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه العراق لايمكن أن تنسى أو أن تهمل , هي مسؤولية إنسانية وهي مسؤولية أخلاقية وهي مسؤولية طالما تحملنا من أوزارها الكثير فلماذا لا نقطف من ثمارها اليوم في هذا الظرف العصيب الذي نمر به , أنه حقنا كشعب ودولة عضو مؤسس للجمعية العامة للأمم المتحدة .

إننا بهذه المعايير ننظر إلى فرصة حقيقة تعيد لعراقنا مافقده من بريق وما يعتصر به قلب كل عراقي غريق .. ننظر إلى أيامنا على أنها ستمر سراعاً بالرغم من مرارتها لكن الأمل يحدونا نحو المستقبل .. المستقبل ... المستقبل المشرق لنا ولأبنائنا ولأجيالنا القادمه.