الجمعة، 5 سبتمبر 2014

"الموصل وجمهرة خطاطي النسخ" ................كتاب للمهندس الخطاط الأستاذ عبد الرزاق الحمداني........ا.د.إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث –العراق


"الموصل وجمهرة خطاطي النسخ"

 ..كتاب للمهندس الخطاط الأستاذ عبد الرزاق الحمداني 

ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –العراق


سعدت كثيرا بتكليفي من المهندس الخطاط الموصلي الأستاذ عبد الرزاق الحمداني لكتابة تقديم لكتابه :" الموصل وجمهرة خطاطي النسخ " والذي اضطلعت جامعة الموصل –مركز دراسات الموصل بطبعه في دار ابن الأثير للطباعة والنشر –الموصل 2011 .ومما كتبته في التقديم أنني اطلعت من خلال تصفحي للكتاب على الدافع الحقيقي وراء تأليفه فوجدت انه دافع علمي موضوعي ، ففي توثيقه لجمهرة خطاطي النسخ في الموصل ،اعتمد المؤلف مصادر متنوعة مادية وحية . ومما أفرحني حقا تطعيمه الكتاب بلوحات جميلة وصور للخطاطين الموصليين الذين برزوا في هذا النمط من الخط العربي .ابتداء من السري الرفاء وعثمان بن جني و عبد الله بن مقلة وانتهاء بفائق الدبوني ومحمد صالح الشيخ علي وأياد الحسيني وعلي حامد الراوي    وعبد الرزاق الحمداني وطالب العزاوي ومحمد موسى وخليل إسماعيل ورعد ريثم ومؤمن مصدق. ثم أضفت –في معرض إبراز أهمية الخط الجميل – أن في تراثنا العربي الإسلامي قول للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه جاء فيه : "الخط الحسن يزيد الحق وضوحا " .وخط النسخ هو الكتابة بخط واضح وحسن وهو النمط الأكثر تداولا وشيوعا بين الخطوط المعروفة وخط النسخ لايزال محط أنظار المبدعين من الخطاطين والمدرسة الموصلية لاتزال كل يوم تتغذى بدم جديد من الخطاطين .

أما الأستاذ الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل ناشر الكتاب، فوضع مقدمة للكتاب قال فيها : "لا نغالي حينما نقول بأن مدينة الموصل هي إحدى أشهر الحواضر العربية التي أنجبت الخطاطين المبدعين الذين بزوا أقرانهم في أرجاء المعمورة. فمنذ القرن الثامن عشر برزت جمهرة من الخطاطين الذين وشحوا أعمالهم بآيات الفن والإبداع أمثال: سلطان الجبوري وخليل ابن عمر خدادة وقاسم بن محمد حسن، وقد تتلمذ عليهم ابرز خطاط عرفته الموصل حينذاك، بل العراق والأقطار العربية كافة وهو صالح السعدي الموصلي الذي أجاد جميع أنواع الخطوط اليدوية واشتهر بإجادته لخط الثلث والنسخ.كما شهد الخط العربي منذ ستينيات القرن العشرين نهضة فنية هائلة في جماليات الخط بأنواعه المعروفة وتشكيلاته الأخاذة وروعة الخطوط التي ازدانت بها واجهات المساجد والجوامع والمحاريب والمنابر، على أن الاهتمام بذيوع الخط العربي وصل إلى المدارس الابتدائية والثانوية ضمن مفردات مادة اللغة العربية وبكراسات للخط العربي المقررة من وزارة المعارف ثم التربية. وهذا ما أدى إلى صقل العديد من المواهب الفنية وجعل اللغة العربية واقترانها بالخط العربي مادة محببة لدى الناشئة والجيل الجديد. وحسناً فعل المهندس عبد الرزاق الحمداني الذي كرس جهده لسنوات طوال في البحث والتتبع لآثار نخبة من رواد الخط العربي المعاصرين في مدينة الموصل، ولأعمالهم الفنية وحرص على تسجيل كل ما يتعلق بمسيرتهم الفنية الطويلة وجمعهم في مؤلف هو بمثابة سفر للخطاطين في مدينة الإبداع والمبدعين والفن والفنانين، فللحمداني كل التقدير على تلك الجهود المضنية التي بذلها وهو ليس غريباً عن جمهرة الخطاطين، فهو من مبدعي هذا اللون الفني الجميل. وهو ما اعطى لهذه الدراسة ثقلاً نوعياً وعلمياً وفنياً في التناول والسرد والعرض".
يقول المؤلف في كتابه الجميل والمفيد أن بوادر الاهتمام الأولى بخط النسخ ابتدأت في عهد الدولة الحمدانية في الموصل مطلع القرن الرابع الهجري-العاشر الميلادي. ومن ابرز خطاطي ذلك الزمان أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة الخطاط الشهير(أخو الوزير بن مقلة) وقد تبعه من النساخ في الموصل ياقوت الملكي ومحمد ألبدري ويحيى الو اسطي وبن المبارك الموصلي وبن بلدجي وعلي العلوي الحسيني وزين الدين شعبان ألآثاري القرشي وقد انتقل المؤلف ليتكلم عن الخط بعد أن تبعت الموصل الإدارة العثمانية وأشهر الخطاطين بداية القرن العاشر الهجري –السادس عشر الميلادي وليتبعها بخطاطي الموصل مع حكم الأسرة الجليلية لها وليعرج على الخطاطين في الموصل قبل وبعد قيام المملكة العراقية سنة (1921) م مرورا بعلي الجميل وملا عبد حسين الحكاك وفائق الدبوني وصالح الشيخ علي ويتبعها بالحركة الخطية الجديدة في الموصل أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي مرورا بالخطاط الكبير يوسف ذنون وحازم عزو العلاف وعلي الراوي وعبد الغني الجوالي وعباس الطائي وإبراهيم الرفاعي وقصي حسين آل فرج وعمار الرفاعي ومروان حربي وإياد الحسيني وعبد الرزاق الحمداني وزكريا حمودي وفاخر زهير وقحطان غانم وأكرم ذنون وعلي الفخري وخليل الحمداني ومحمد موسى النعيمي مشيرا لكل من شارك بمسابقة خط مصحف قطر أيار العام 2002 م من خطاطي النسخ في الموصل ومنهم محفوظ ذنون العبيدي , ولكون الخطاطات الموصليات لهن تواجد على ساحة خط النسخ فقد أورد خطاطات لأربعة عقود كنماذج لخطاطات النسخ في الموصل. ثم تكلم عن جيل الشباب من خطاطي النسخ في الموصل ممثلا بالخطاطين صلاح دوسكي ورعد الحسيني وعمار الدليمي ومحمد الراوي وعلي حسان الرفاعي ومحمد سلطان الطائي ثم تكلم عن خطاطي الموصل اليوم وتواجدهم على الساحة الخطية الدولية واستمرار حركة الخط العربي في الموصل أعقبها بالمصادر والمراجع العربية ثم المحتوى وشغل الكتاب (251 صفحة) من القطع المتوسط الذي قام بكتابة عنوانه و خطوطه مؤلفه وصمم الفنان التشكيلي حكم الكاتب الغلافين الخارجي والداخلي للكتاب موضحا بنماذج خطية وصور للخطاطين الذين فاقت أعدادهم المائة والعشرين خطاطا وخطاطة.


ان ما قدمه صديقنا الأستاذ المهندس عبد الرزاق الحمداني سيكون له مكانة ،لاشك ستكون متقدمة في المكتبة الخطية العربية.

ويذكر أن المؤلف من مواليد الموصل سنة (1957 م) وحاصل على البكالوريوس بالهندسة الميكانيكية/جامعة الموصل(1979م) وهو رئيس مهندسين أقدم منذ العام 2002م ومجاز من شيخ الخطاطين العثمانيين حامد الآمدي سنة (1978م) وترأس الهيئة الإدارية لجمعية الخطاطين العراقيين /فرع نينوى (الموصل) بدورتها الخامسة وله أربعة كتب تتحدث عن الخط والخطاطين في الموصل (منها كتابنا هذا الأول) والثاني.( خطاطو الموصل المعاصرون) يحتوي على تراجم وسير فاقت في أعدادها الستين مبدعا وخطاطا من القرن العشرين في الموصل (طبع في دار بن الأثير للطباعة والنشر بجامعة الموصل (ويحمل رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق ببغداد (1316) لسنة 2011). وله كتاب ثالث ينتظر الطباعة قريبا بعنوان : تراجم الخطاطات الموصليات المعاصرات) وترجم فيه لأكثر من عشرين من خطاطات الموصل في الوقت الحاضر. كما أن له العديد من البحوث الفنية والخطية والتراثية في الصحف والمجلات العراقية وهو باحث علمي وتراثي وحاليا عضو الهيئة الاستشارية لمجلة الموصل التراثية التي تصدر عن دار ألمازن في الموصل .