من عبد الغني العاني إلى رينوار...رحلة فن مستمرة
رئيس مهندسين أقدم
عبد الرزاق الحمداني
كان يحمل بين جنباته أفكارا وآمالاً ورؤية مستقبلية للقاء طالما حلم في تحقيقه , فلقد اخترقت كلمات الثناء آذانه وملأت أسماعه , ولاقت عند الكثيرين قبولاً أعماله , وأتحفت لوحاته أنظاره , لكنه لم يكن قد تعرف إليه شخصياً , كانت سفرته إلى مدينة باريس العام 1980 وكما يحلو للبعض تسميتها عاصمة النور تحمل الكثير مما يمكن له تحقيقه على مستوى وصعد كثيرة .. علمية .. ثقافية .. فنية وسياحية, اكتساب خبرات جديدة وتوسعة لمداركه في حياة متجددة ومتطورة.
وما أن حطت قدماه تلك الأرض , إلا واشتاقت نفسه , وتاقت روحه للقائه وما أن استقر به المقام إلا وطفق يبحث عمن يدله إلى عنوانه , طاف بكثير من الأحياء والمحلات وزار عدداً من الممثليات والمعارض والمواقع الثقافية , هذا القصر المنيف هو المركز الثقافي العراقي الذي استبشر خيراً عندما رآه عله يجد ضالته في معرفة أخبار وعنوان من كان يبحث عنه , لكن آماله تبخرت وذهبت أدراج الرياح .. لا أحد يعرف العنوان والجميع غير مكترث بالاسم الذي يسأل عنه , و في السفارة العراقية وفي الملحقية وفي .. ما أنفك يسأل عنه عله يجد من يدله عليه .. لكن دون جدوى .. ولا من فائدة , يبدو أن هناك اتفاقاً مسبقاً بين الجميع على عدم البوح بالعنوان المطلوب , وقد أصبح سراً وطلسماً يحتاج إلى من يحله .
ودارت الأيام ويبدو أن صاحبنا أقتنع وعلى مضض بأن من يبحث عنه ليس له عنوان عند الناس , لكنه متأكد أن الرجل وطأت قدماه باريس العام (1967) وهو منذ ذلك التاريخ ما فتأ يلوذ بقلمه ولسانه وقصبته .. دفاعاً عن الحرف العربي وقيمة .. وتأريخه ولم يسمع عنه بأنه غادرها , زار المكتبة الوطنية .. ومتاحف ومناطق أثرية وسياحية أخرى وزار اللوفر .. عدة .. مرات .. وكانت هذه الزيارات المتعددة بسبب من معرفة وثقافة يطلبها لتشبعه .. وضجر يملؤه .. وحنين يسكنه .. وتغيير يتطلبه .. وكان كلما زار اللوفر ووقف أمام تلك الصخرات المنحوتات بيراعات فنان وأي فنان ؟! استقرت نفسه وهدأت مشاعره , فهو عندما يرى الثور المجنح يعيش لحظات آمنة ودقائق بالمشاعر مشحونة وبالأهل والأحبة مسكونة .. تقربه تلك الأحجار والصخرات المنحوتات مئاتاً وآلافاً من الكيلومترات .
ومرت الأيام ومرت بمرورها أحداث .. لكنه ماانفك يبحث ويسأل عله يجد ضالته , وفي أحد الأيام وبينما كان في زيارة لبعض الأصدقاء , أضطره تأخر الوقت للمكوث معهم في الفندق الذي كانوا فيه .. ينزلون .. والمكان الذي به يسكنون .. وفي الصباح عندما أراد أن يعطي المفتاح لموظف الاستعلامات , كان هناك فوج من السياح تتطابق جنسيتهم مع أسم الفندق وكان أحدهم يسأل عن مكان معرض الفنان التشكيلي والانطباعي الفرنسي هنري رينوار .. ولكونه كان قد زار المعرض قبل أيام .. دار بينهما حديث عن هذا الفنان ومعرضه وأعماله الفنية وكان موظف الاستعلامات بالفندق يصغي وكله انتباه .. سأله بالعربية التي لم يكن يتوقع سماعها منه الأخ فنان؟ .. أجابه نعم .. خطاط من أي الأقطار العربية .. من العراق .. هل تعرف الأستاذ عبد الغني العاني ؟ أجابه اعرفه من بعيد لكن معرفتي به تتجاوز من يعرفه من قريب , قال : كيف ؟ أجابه هو خطاط متقدم وأنا كذلك , واستبشر صاحبي خيراً , وراحت ذراعه اليمنى ترفع سماعة الهاتف واليد اليسرى تدور مزولة الأرقام , مرحباً دكتور عبد الغني .. هناك أخ من الموصل .. من العراق يسأل عنك ؟ تحدث معه لدقيقة ثم أعطاه سماعة الهاتف , مرحباً دكتور, كيف الأحوال ؟ الحمد لله .. وبكل طيبة وبعراقية معروفة .. أيها الزميل أنت والأستاذ محمد الشاذلي مدعوان عندي غدا على الغداء .. اعتذر الشاذلي عن الحضور فلديه في الموعد أعلاه , محاضرة تخص دراسة دكتوراه دولة في الفنون التشكيلية بجامعة السور بون , لكن محدثنا وعده بالحضور في الوقت المحدد وبعد الإيجاز عن المكان .وفي اليوم التالي وحسب الوصف .. وباستخدام المترو وصل العمارة المرقمة "137" في شارع يسمى "Rue de la marack" ضغط على زرار الجرس جاءته الإجابة , تفضل افتح الباب وادخل , دلف للداخل وهو يصعد السلالم سمع صوته العذب "أهلا وسهلا" كلمات طالما بحث عنها منذ ما يقارب التسعة اشهر , كانت ملامحه كما رآها في صوره العديدة , لكن أثار السنون بدت على محياه , كان استقباله استقبال من قد غاب عنه صديقه أعوام وأعوام .. ودخل الشقة قبل منتصف النهار , وكانت حرارة الاستقبال وشوق اللقاء وطراوة الحديث وشجونه , من بغداد .. إلى باريس .. مروراً بأستنبول .. تأريخ الخط العربي .. والخطاطين .. وتأريخ لوحات وأشخاص , الوضع في العراق .. حياة الناس هنا هناك .. والمقارنة بينهما , ثم حديثة عن مؤلف أتمه عن تأريخ الخط العربي باللغات الثلاث العربية والانجليزية والفرنسية .. تخللتها مائدة عراقية .. وشاي , مع اطلاع على لوحات كان قد كتبها وزخرفها , الدقائق والساعات انقضت وكأنها ثوان أو لحظات , الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر والنصف ليلا , الوقت تأخر فسفره سيكون خارج باريس (159) كم لكن المترو والقطارات تقلل المسافات في تلك المحطات , ودعه على أمل أن يلتقيه ثانية , لكن لقاءه به كان نهاية مطافه بباريس , هاتفه قبل عودته على أمل لقاء قريب يجمعهما .. والذي أمتد لأربع سنوات قادمة .
حدثني الخطاط علي الراوي عنه قائلاً :
حضرت مرة مكتب هاشم البغدادي أواخر تموز عام 1967 فإذا به شاب مرتبع القامة قال لي هاشم : ياعلي الراوي هذا عبد الغني العاني , وهكذا تعرفت عليه وجئت في وقت كانا يتكلمان بمسألة لم أدرك أولها ولما أنصرف العاني , ألتفت إلي هاشم وقال يابني كنت قبل أن تأتي أتحدث مع عبد الغني بأمر فيه صالح كبير له , هو يريد أن يدرس الدكتوراه في القانون بفرنسا وأنا أقول له أن مستقبلك في الخط , فالقانون رجالته كثير ولكنك وحيد في هذا المضمار وإذا جلست في بغداد , فستملؤها خطاً وسيكون لك شأن كبير , قال فخرج ولم يقتنع بما قلت له , وبعد سفر عبد الغني العاني أواخر عام 1967 جئت في زيارتي الثانية للأستاذ هاشم البغدادي في العطلة الربيعية شباط عام 1968 فسألته عن العاني فأخبرني بسفره وألمه وتأسفه لذلك , لان البناء الذي أشاده هاشم معه قد ذهب أدراج الرياح , وبينما كان يفتش عن ورقة في مكتبه عثر على مشوقات للعاني وصورة فقال لي هذه لك فأحتفظ بها ولازلت محتفظا بجميعها ومنها ورقة كان قد كتبها سنة 1962 وهو في قوته .
عبد الغني العاني في سطور :
عبد الغني عبد العزيز محمد العاني من مواليد الكرخ / بغداد 1937
أكمل دراسته الابتدائية في مدارس التربية الإسلامية بالكرخ , خلالها عمل مستخدما في مديرية السكك الحديدية ليعين والده .
واصل دراسته المتوسطة والثانوية في مدارس جمعية التفيض الأهلية في بغداد .
درس الخط العربي على الأستاذ هاشم البغدادي منذ العام 1953 .
عين خطاطاً في مديرية الأشغال العامة ثم نقل إلى رئاسة ديوان الأوقاف ثم إلى مديرية المساحة العامة العام 1955 .
سنة 1958 ألتحق طالباً بكلية الحقوق / جامعة بغداد وتخرج منها سنة 1962 متفوقا بدرجة جيد جداً .
ألتحق بعدها بدورة الضباط الاحتياط ونسب للعمل في مطبعة الجيش مع زميله الرائد الخطاط غالب صبري الهلالي وقد تعاونا في أخراج مجلة (الجندي) .
أنتسب سنة 1963 لمعهد الفنون الجميلة ببغداد / فرع الخط وأخذ الزخرفة حينها عن المزخرف التركي (تحسين آي قوت ألب) .
تخرج من المعهد سنة 1967 وفي نفس السنة نال شرف الإجازة في الخط العربي من عميد الخط العربي الأستاذ هاشم البغدادي وهي الإجازة الأولى والأخيرة التي منحها الأستاذ هاشم البغدادي لخطاط .
سافر سنة 1967 إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه في القانون من السوربون نال معها شهادة دكتوراه دولة أخرى في القانون .
أقام معارض خطية في عدد من المدن الفرنسية منذ ذلك الحين وطبعت عدد من أعماله الفنية على بطاقات بريدية .
شارك في المعرض المشترك للخط العربي/ لندن 1980 مع محمد سعيد الصكار ويوسف ذنون .
شارك في مسابقات مركز الأبحاث لمنظمة المؤتمر الإسلامي في أستنبول .
درس القانون والفن ومارس فن الخط العربي في السنوات المبكرة من عمره، وأصبح منذ عام 1993 مسؤولا لقسم دراسات الخط العربي في الكلية الوطنية العليا بباريس وقد سعى من خلال أعماله الفنية إلى تأصيل الفن التقليدي للخط العربي الإسلامي والذي يعبر أسلوبه عن أرقى الاتجاهات الفنية في التعريف بالثقافة العربية وأسهم بشكل فاعل في تعزيز وترويج فن الخط العربي في الغرب .
تتويج أعماله بالفوز بجائزة الشارقة للعام 2009:
وما أن حطت قدماه تلك الأرض , إلا واشتاقت نفسه , وتاقت روحه للقائه وما أن استقر به المقام إلا وطفق يبحث عمن يدله إلى عنوانه , طاف بكثير من الأحياء والمحلات وزار عدداً من الممثليات والمعارض والمواقع الثقافية , هذا القصر المنيف هو المركز الثقافي العراقي الذي استبشر خيراً عندما رآه عله يجد ضالته في معرفة أخبار وعنوان من كان يبحث عنه , لكن آماله تبخرت وذهبت أدراج الرياح .. لا أحد يعرف العنوان والجميع غير مكترث بالاسم الذي يسأل عنه , و في السفارة العراقية وفي الملحقية وفي .. ما أنفك يسأل عنه عله يجد من يدله عليه .. لكن دون جدوى .. ولا من فائدة , يبدو أن هناك اتفاقاً مسبقاً بين الجميع على عدم البوح بالعنوان المطلوب , وقد أصبح سراً وطلسماً يحتاج إلى من يحله .
ودارت الأيام ويبدو أن صاحبنا أقتنع وعلى مضض بأن من يبحث عنه ليس له عنوان عند الناس , لكنه متأكد أن الرجل وطأت قدماه باريس العام (1967) وهو منذ ذلك التاريخ ما فتأ يلوذ بقلمه ولسانه وقصبته .. دفاعاً عن الحرف العربي وقيمة .. وتأريخه ولم يسمع عنه بأنه غادرها , زار المكتبة الوطنية .. ومتاحف ومناطق أثرية وسياحية أخرى وزار اللوفر .. عدة .. مرات .. وكانت هذه الزيارات المتعددة بسبب من معرفة وثقافة يطلبها لتشبعه .. وضجر يملؤه .. وحنين يسكنه .. وتغيير يتطلبه .. وكان كلما زار اللوفر ووقف أمام تلك الصخرات المنحوتات بيراعات فنان وأي فنان ؟! استقرت نفسه وهدأت مشاعره , فهو عندما يرى الثور المجنح يعيش لحظات آمنة ودقائق بالمشاعر مشحونة وبالأهل والأحبة مسكونة .. تقربه تلك الأحجار والصخرات المنحوتات مئاتاً وآلافاً من الكيلومترات .
ومرت الأيام ومرت بمرورها أحداث .. لكنه ماانفك يبحث ويسأل عله يجد ضالته , وفي أحد الأيام وبينما كان في زيارة لبعض الأصدقاء , أضطره تأخر الوقت للمكوث معهم في الفندق الذي كانوا فيه .. ينزلون .. والمكان الذي به يسكنون .. وفي الصباح عندما أراد أن يعطي المفتاح لموظف الاستعلامات , كان هناك فوج من السياح تتطابق جنسيتهم مع أسم الفندق وكان أحدهم يسأل عن مكان معرض الفنان التشكيلي والانطباعي الفرنسي هنري رينوار .. ولكونه كان قد زار المعرض قبل أيام .. دار بينهما حديث عن هذا الفنان ومعرضه وأعماله الفنية وكان موظف الاستعلامات بالفندق يصغي وكله انتباه .. سأله بالعربية التي لم يكن يتوقع سماعها منه الأخ فنان؟ .. أجابه نعم .. خطاط من أي الأقطار العربية .. من العراق .. هل تعرف الأستاذ عبد الغني العاني ؟ أجابه اعرفه من بعيد لكن معرفتي به تتجاوز من يعرفه من قريب , قال : كيف ؟ أجابه هو خطاط متقدم وأنا كذلك , واستبشر صاحبي خيراً , وراحت ذراعه اليمنى ترفع سماعة الهاتف واليد اليسرى تدور مزولة الأرقام , مرحباً دكتور عبد الغني .. هناك أخ من الموصل .. من العراق يسأل عنك ؟ تحدث معه لدقيقة ثم أعطاه سماعة الهاتف , مرحباً دكتور, كيف الأحوال ؟ الحمد لله .. وبكل طيبة وبعراقية معروفة .. أيها الزميل أنت والأستاذ محمد الشاذلي مدعوان عندي غدا على الغداء .. اعتذر الشاذلي عن الحضور فلديه في الموعد أعلاه , محاضرة تخص دراسة دكتوراه دولة في الفنون التشكيلية بجامعة السور بون , لكن محدثنا وعده بالحضور في الوقت المحدد وبعد الإيجاز عن المكان .وفي اليوم التالي وحسب الوصف .. وباستخدام المترو وصل العمارة المرقمة "137" في شارع يسمى "Rue de la marack" ضغط على زرار الجرس جاءته الإجابة , تفضل افتح الباب وادخل , دلف للداخل وهو يصعد السلالم سمع صوته العذب "أهلا وسهلا" كلمات طالما بحث عنها منذ ما يقارب التسعة اشهر , كانت ملامحه كما رآها في صوره العديدة , لكن أثار السنون بدت على محياه , كان استقباله استقبال من قد غاب عنه صديقه أعوام وأعوام .. ودخل الشقة قبل منتصف النهار , وكانت حرارة الاستقبال وشوق اللقاء وطراوة الحديث وشجونه , من بغداد .. إلى باريس .. مروراً بأستنبول .. تأريخ الخط العربي .. والخطاطين .. وتأريخ لوحات وأشخاص , الوضع في العراق .. حياة الناس هنا هناك .. والمقارنة بينهما , ثم حديثة عن مؤلف أتمه عن تأريخ الخط العربي باللغات الثلاث العربية والانجليزية والفرنسية .. تخللتها مائدة عراقية .. وشاي , مع اطلاع على لوحات كان قد كتبها وزخرفها , الدقائق والساعات انقضت وكأنها ثوان أو لحظات , الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر والنصف ليلا , الوقت تأخر فسفره سيكون خارج باريس (159) كم لكن المترو والقطارات تقلل المسافات في تلك المحطات , ودعه على أمل أن يلتقيه ثانية , لكن لقاءه به كان نهاية مطافه بباريس , هاتفه قبل عودته على أمل لقاء قريب يجمعهما .. والذي أمتد لأربع سنوات قادمة .
حدثني الخطاط علي الراوي عنه قائلاً :
حضرت مرة مكتب هاشم البغدادي أواخر تموز عام 1967 فإذا به شاب مرتبع القامة قال لي هاشم : ياعلي الراوي هذا عبد الغني العاني , وهكذا تعرفت عليه وجئت في وقت كانا يتكلمان بمسألة لم أدرك أولها ولما أنصرف العاني , ألتفت إلي هاشم وقال يابني كنت قبل أن تأتي أتحدث مع عبد الغني بأمر فيه صالح كبير له , هو يريد أن يدرس الدكتوراه في القانون بفرنسا وأنا أقول له أن مستقبلك في الخط , فالقانون رجالته كثير ولكنك وحيد في هذا المضمار وإذا جلست في بغداد , فستملؤها خطاً وسيكون لك شأن كبير , قال فخرج ولم يقتنع بما قلت له , وبعد سفر عبد الغني العاني أواخر عام 1967 جئت في زيارتي الثانية للأستاذ هاشم البغدادي في العطلة الربيعية شباط عام 1968 فسألته عن العاني فأخبرني بسفره وألمه وتأسفه لذلك , لان البناء الذي أشاده هاشم معه قد ذهب أدراج الرياح , وبينما كان يفتش عن ورقة في مكتبه عثر على مشوقات للعاني وصورة فقال لي هذه لك فأحتفظ بها ولازلت محتفظا بجميعها ومنها ورقة كان قد كتبها سنة 1962 وهو في قوته .
عبد الغني العاني في سطور :
عبد الغني عبد العزيز محمد العاني من مواليد الكرخ / بغداد 1937
أكمل دراسته الابتدائية في مدارس التربية الإسلامية بالكرخ , خلالها عمل مستخدما في مديرية السكك الحديدية ليعين والده .
واصل دراسته المتوسطة والثانوية في مدارس جمعية التفيض الأهلية في بغداد .
درس الخط العربي على الأستاذ هاشم البغدادي منذ العام 1953 .
عين خطاطاً في مديرية الأشغال العامة ثم نقل إلى رئاسة ديوان الأوقاف ثم إلى مديرية المساحة العامة العام 1955 .
سنة 1958 ألتحق طالباً بكلية الحقوق / جامعة بغداد وتخرج منها سنة 1962 متفوقا بدرجة جيد جداً .
ألتحق بعدها بدورة الضباط الاحتياط ونسب للعمل في مطبعة الجيش مع زميله الرائد الخطاط غالب صبري الهلالي وقد تعاونا في أخراج مجلة (الجندي) .
أنتسب سنة 1963 لمعهد الفنون الجميلة ببغداد / فرع الخط وأخذ الزخرفة حينها عن المزخرف التركي (تحسين آي قوت ألب) .
تخرج من المعهد سنة 1967 وفي نفس السنة نال شرف الإجازة في الخط العربي من عميد الخط العربي الأستاذ هاشم البغدادي وهي الإجازة الأولى والأخيرة التي منحها الأستاذ هاشم البغدادي لخطاط .
سافر سنة 1967 إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه في القانون من السوربون نال معها شهادة دكتوراه دولة أخرى في القانون .
أقام معارض خطية في عدد من المدن الفرنسية منذ ذلك الحين وطبعت عدد من أعماله الفنية على بطاقات بريدية .
شارك في المعرض المشترك للخط العربي/ لندن 1980 مع محمد سعيد الصكار ويوسف ذنون .
شارك في مسابقات مركز الأبحاث لمنظمة المؤتمر الإسلامي في أستنبول .
درس القانون والفن ومارس فن الخط العربي في السنوات المبكرة من عمره، وأصبح منذ عام 1993 مسؤولا لقسم دراسات الخط العربي في الكلية الوطنية العليا بباريس وقد سعى من خلال أعماله الفنية إلى تأصيل الفن التقليدي للخط العربي الإسلامي والذي يعبر أسلوبه عن أرقى الاتجاهات الفنية في التعريف بالثقافة العربية وأسهم بشكل فاعل في تعزيز وترويج فن الخط العربي في الغرب .
تتويج أعماله بالفوز بجائزة الشارقة للعام 2009:
أعلنت فرانسيس ريفيرا المساعد الثقافي للمدير العام بمكتب "المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بمقرها في باريس 18 كانون الثاني 2010، عن فوز الفنان عبد الغني العاني من العراق وأنّا بارزيمييه "بولندا" بجائزة الشارقة للثقافة العربية 2009 التي تمنح سنويا بدعم ورعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد ألقاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم الشارقة وذلك بناء على ضوء قرار لجنة التحكيم لجائزة الشارقة للثقافة العربية من قبل الأمانة العامة, وتقوم المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا بتسليم الجائزة إلى الفائزين خلال حفل ينظم فى مقر اليونسكو بباريس فى 9 فبراير المقبل2010, وجائزة الشارقة البالغة 30 ألف دولار لكل فائز تقدمها حكومة إمارة الشارقة، واقترحها الشيخ سلطان القاسمى وأقرها المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 1998، وتهدف إلى تكريم شخصيات أو جماعات أو مؤسسات أسهمت على نحو بارز فى ترويج الثقافة العربية فى العالم وفى صون وإحياء التراث العربي غير المادي.
يذكر أن الجائزة لأول مرة تمنح لفنان "، أما الفائزة الثانية "أنّا بارزيمييه "بولندا"" فقد أنشأت الباحثة والناشرة المميزة في العام 1998 في أوربا أول قسم للدراسات الإسلامية بجامعة وارسو "بولندا" وكرست عملها في تعزيز ونشر الثقافة العربية في بولندا، كما أنشأت في العام 1992 دار نشر الأكاديمي والحوار وبلغ إنتاجها 82 كتاباً يعنى بالعالم العربي والإسلامي".